وجد ان اقوى سموم القوارض على الاطلاق لا تقضي الا على اعداد قليلة من فئران الحقول والمستودعات ، ذلك ان الفئران وعند تقديم قطعة جبن لها فانها تختار اضعفها ليأكل من هذا الجبن ثم تنتظر لترى: فان مات هذا الفأر فلا تقترب البقية من قطعة الجبن وان " مرت بسلام " التهمت بقية الفئران الوجبة !!!
وفي تجربة المتاهة وجد ان الفأر لا يكل او يمل من البحث في المتاهة لايجاد قطعة الجبن ، وفي الغالب ما يصل لها بعد جهد جهيد.
عندما نصب حكامنا علينا كان الهدف منهم حماية مصالح الغرب اولا وكبح جماح شعوبهم لتحيا اسرائيل حياة هنيئة ، فايام الحرب الباردة كانت الشيوعية هي " الشماعة " التي يتحجج بها حكامنا لقمع كل من تسول له نفسه بالمطالبة بالوحدة العربية والقومية وما الى ذلك من شعارات، فكانوا يسجنون ويعذبون ويقتلون في اقبية انظمتنا ، وكانت هذه التهمة " شيوعي "تروق للغرب الذي كان يبارك هذا القمع من جهة ويروق للشعوب العربية من جهة اخرى ، فالشيوعي يعني كافر وقمعة او قتله حلال من وجهة نظرهم .
لكن بعد انتهاء الحرب الباردة وما تبعها من حملة للغرب على الاسلام بعد احداث سبتمبر، اصبح العدو اللدود للغرب ولحكامنا الاسلام ،
لكن هذه التهمة لم ترق للشعوب العربية بغالبيتها المسلمة ، فازدادت الفجوة بين الحكام العرب وشعوبهم وزاد الاحتقان الى ان انفجر مطلع هذا العام .
ما يهمنا في الموضوع كله هو كيفية تعامل الفئران ، اقصد الحكام مع هذه الازمات ، فما ان يبدأ الحراك في احدى الدول العربية حتى يقوم النظام باتهام الخارجين عن القانون – من وجهة نظرهم – بأنهم اسلاميون وبالنالي فهم ارهابيون وعلى الغرب تقديم الدعم الكامل لهم قبل ان يفلت هذا الارهاب من عقاله ويلتهمهم ثم يلتهم الغرب من بعدهم ، ويبدأ الحاكم بوصف شعبه باقذع الاوصاف لاستدرار عطف الغرب ,
فان شاح الغرب بوجهه عنه اتهمه بالمؤامرة بهدف الاطاحة بنظامه ، وتوجه من جديد لشهبه واصفا اياه بالشعب العظيم ويدعوه للالتفاف حول قيادته من اجل احباط هذه المؤامرات الغربية !!!
وتتحول قنوات الاعلام الرسمي في هذا البلد الى محطة " قران كريم " فهي لا تتكلم الا بالقران والسنه ظانة ان هذا الخطاب سيؤثر في ابناء الشعب البلهاء !!!
وتضيق الدائرة حوله يوما بعد يوم وهو يكافح – ومن حوله – ضد الحملة الصليبية الموجهة لدولته الرافضة للتطبيع او الخضوع لرغبات الغرب ، فبلاده عريقة وتاريخها حافل وسوف لن تركع او تخضع الا لله !
وما ان يجد نفسه وحيدا حتى يدخل "جحره " مكتفيا بخطابات رنانة من تحت الارض ، ما يلبث بعدها ان يقع في المصيدة ويذبح كما تذبح الشاة .
ترى الم يتعلم حكامنا مما حدث في العراق ؟؟؟ الم يتعظ بشار الاسد مما يحصل للقذافي ؟؟؟الا يتعظ نظامنا مما يتعرض له نظام بشار من ضغوطات ؟؟ ام ان كل حاكم عربي يعتبر نفسه " الجوكر " الذي لا يمكن للغرب ان يتخلى عنه ؟؟
لو كانوا فئرانا لما سقطوا جميعا كما يسقط الفراش في النار ولاكتفوا واتعظوا بسقوط اول فأر، ولما اقدموا على ابتلاع قطعة الجبن المسمومة ، لكنهم وعلى راي امي : " قال كلب بلع منجل ، قال عند خر...... بتسمع عواه "!!!
