طيب يا نظامنا العتيد انت قلت ان الحكومة ستتشكل من الاغلبية البرلمانية ، فكيف ستمنحون معظم الحقائب لحزب لم يخض اصلا الانتخابات ؟؟؟؟ ام ان مقولة حكومة برلمانية "وجاي هالناس جاي" هي فقط للاستهلاك المحلي للتنفيس عن رجل الشارع الاردني" المطفوس " ؟؟
انا شخصيا لا اعتقد أن الاخوان من الغباء بمكان لقوبول مثل هذا العرض المغر، كما انني لا اعتقد في الوقت نفسه ان نظامنا من الغباء بمكان حتى يقدم لهم هذا العرض المغر ايصا !!! اذا فما الحكاية ؟؟؟
الموضوع باختصار ان النظام يستدرج الاخوان لمحاولة " فضحهم " في الشارع الاردني ، سيما وان الاخوان لم يشكلوا يوما وزارة ولم يصلوا للدوار الرابع منذ نشأتهم .
النظام الاردني - وحتى لا اطيل - يريد ان يقوم الملك باختيار رئيس وزراء منهم مع ابقاء الحقائب الوزارية الحساس كالداخلية والخارجية والمالية في يده ، وما ان تتشكل الوزارة حتى يطلق النظام اعلامه المغرض ضد الاخوان ، ابتداء بالنكات السخيفة كما حدث في مصر وانتهاء بالاقلام المسمومة التي ستنتقد اداء الاخوان الحكومي ، وسيكون السيناريو كالتالي :
الاخوان لم يخفضوا من عجز الموازنة العامة ، ولم يحلوا مشكلة البطالة ، ولا زال الناس في الشارع " المناهضون للاخوان " لهم مطالب لم يحققها الاخوان ، وملفات الفساد لا زالت على حالها ولم يبت في اي ملف منها ، ، كذلك فمجلس النواب سيكون على خلاف دائم مع الحكومة " الاخوانية " بأمر من الديوان ، والاخوان لا زالوا لم يعدلوا قانون الصوت الواحدويبدوا انهم رضوا بهذا القانون واطمأنوا له بعد ان استلموا الحكم ، ولم يعيدوا دينارا مما سرقه الفاسدون ، وربما سيتحدث كتاب ومحللون عن اتفاقية وادي عربة التي لا زالت سارية المفعول في عهد الاخوان الذين كانوا يطالبون بالغاءها في السابق ، "وستشل الصحف الرسمية عرض " رئيس الوزراء الاخواني لانه قد صافح هيلاري كلنتون مثلا !!!
ثم يقوم النظام بعد ان " عرى " الاخوان امام الناس بالاطاحة بالحكومة الاخوانية واعادة احد الحرس القديم رئيسا للوزراء ، مما سيكون له اكبر الاثر في الشارع الاردني ومزيدا من الولاء لصاحب الجلالة الذي خلص الشعب من تلك الشرذمة التي ما زادت الاردن الا فقرا وتخلفا ، وبهذا فلن تقوم للاخوان قائمة بعدها ، وسيقولون حينها : " يا ريت اللي جرا ما كان " !!!
لكن الاخوان اذكى من ان تنطلي عليهم مثل هذه الخدعة ، فهم يعلمون ان رئيس الحكومة طالما انه معين من قبل الملك فان ليس له من الامر شيء وانه زي الجاج " لن يمون على بيضه " حتى ان اصغر فرد في الديوان سيحركه كيفما شاء ، وطالما انه يأخذ اوامره من المخابرات ، وطالما ان الامن " الذي سيصبح خشنا " لا يمتثل لاوامرة ، وطالما ان حكومة الظل هي التي تحكم وترسم في البلاد !!
الصورة في غاية الوضوح فكلاهما يعلم ما يريد الاخر ، لذلك نجد ان النظام الان يجيش الاقلام والرأي العام ضد الاخوان ، والاخوان لا يقبلون بأية عروض او وساطات من قبل النظام ما لم يجر تعديل حقيقي للدستور يعيد الولاية لرئيس الوزراء المنخب من قبل الشعب ، على ان يكون القصر والمخابرات والامن تحت جناحه عندها فقط نستطيع ان نقيم اداء الحكومات وان ننتقدها ونثور ضدها .
انا شخصيا مع هذا الطرح حتى لو فاز " شيوعي " في الانتخابات وشكل وزارة تتمتع بحقوقها كاملة في الوصاية على الارض والشعب ،
فلقد مللنا حكم الفرد ورآه السديدة التي لا تخطيء ابدا
