بعد ثلاثة اشهر من الصمت يخرج بشار الاسد على الشعب السوري بخطاب اقل ما يمكن القول عنه بانه اجوف وخال من اي مضمون،،،، فيبدوا ان الدكتاتور الاسد اعتصم لمدة ثلاثة اشهر لاختيار اسم يليق بشعب سوريا ، فالقذافي ليس بافضل منه عندما اطلق على شعبه اسم "جرذان " فبعد البحث والتمحيص واستشارة اولي الراي ممن هم حوله من الجهابذة ، اختار لهم اسم " جراثيم " !!!
الجديد الذي جاء به بشار الاسد هو بالشكل لا بالمضمون فقد بدا الرجل مرتبكا متلعثما في كثير من المواضع - على غير عادته - كما انه لم يقم بتوزيع ضحكاته البلهاء التي اتحفنا بها امام مجلس الشعب السوري ، وهذا دليل على ان الخطب جلل وان عرشه بدأ يهتز من تحته واعتقد انه يدرك هذا جيدا !
لكنه وفي الوقت نفسه لا زال متغطرسا لا يستجيب للاملاءات الخارجية ، وهو من سيعلم الناس حسن التصرف وليس بحاجة لان يعلمه احد ماذا يصنع ، فالاسد قد " ختم العلام " !! كما انه وفي موضع اخر - وخلال استقباله للوفود المهنئة - قال :" استمعت ، وتفكرت ، وقررت "،،،، فلا يوجد في سوريا كلها بلد ال 25 مليون " بني ادم " من يستطيع ان يقرر غير الدكتور - صاحب النصف لسان - !!
الملفت للنظر انه ورغم ما سقط من شهداء- بين خطابيه - ورغم الاف المعتقلين والاف المفقودين ، والاف اللاجئين لا يزال الرئيس السوري يصدق الكذبات التي اطلقها هو واعلامه المريض ، فلا يزال يعتبر الشعب السوري مجموعة من المخربين الذين يستهدفون زعزعة امن البلاد، وان الجيش موجود حماية المواطن،، المواطن الذي نكل به حماة الديار ايما تنكيل !!
اما فيما يتعلق باصلاحاته ، فقد اعتاد الشعب السوري على سماع شيء ومعايشة عكس ما يسمعون ، فعندما قام الدكتاتور برفع الاحكام العرفية عن البلاد اصبح القتل في الشارع السوري بغير حساب وبلا حدود وبالاتجاه المعاكس غير مراع لا شريعة ولا حياة وكأن العالم ليس بشاهد على العصر !!!
فعندما يقول الرئيس السوري بانه سيوسع دائرة العفو ، فهذا يعني ان الاعتقالات ستزداد في الايام المقبلة ، وعندما يطلب من سكان جسر الشغور العودة الى بيوتهم ويتعهد لهم بعدم انتقام الدولة منهم ، فهو ضمنيا يتوعد من يعود منهم بنفس مصير الاربعين عائلة التي رجعت للقرية والتي ابيدت بالكامل وعلقت رؤوس رجالها على الاعواد قبل ان يصلوا لمنازلهم ،،،،،، وقس على ذلك من وعوده وتسويفاته غير المنتهية .
يبدو وعلى رأي امي ان " الثالثة ثابتة " والخطاب الثالث للزعماء العرب له نكهة خاصة ، ففي الغالب ما يكون في هذا الخطاب نعي لانظمتهم ، ارجو الله ان يسرع فيه،،،
على فكرة وقبل ان انسى قال الرئيس الاسد بانه بصدد تشكيل "لجنة حوار وطني" ، وحيث انني سمعت هذه الجملة كثيرا في الاردن ، فقد قلت لنفسي لعل من نصحه بهذه الفكرة نظامنا الاردني الذي عرض عليه مرارا خدماته في هذا الصدد ، فنحن في الاردن اسياد التسويف والوعود التي لا يتحقق منها شيء ،، ولعل الاسد عرض علينا بالمقابل تسمية فريدة من نوعها للشعب الاردني فيما لو تحرك يوما !!
فكركم شو رح يكون اسمنا ؟؟؟ ذبان ، برغش ، هسهس ؟؟؟ الله اعلم
