لم يعد هناك خطوط حمراء وخطوط بيضاء فعندما يستشري الفساد في المجتمع يجب على الامة كلها النهوض لانقاذ من يمكن انقاذه ، اذا افترضنا جدلا ان هناك ما تبقى لينقذ !!
استغرب من الجرأة في بيع مقدرات الوطن والشعب الاردني اولا واستغرب من الاستهتار بالمواطن الاردني وكأنه لا دخل له فيما يباع ويشترى ، فلقد اصبحت الاردن "تكية ام علي " لفئة قليلة ، اغلب الظن ان حاميها حراميها .
اسرد تاليا في عجالة بعض ممن قضى نحبه من مقدرات الشعب الاردني البائس ،والبعض ممن ينتظر،وما بدلو تبديلا!
البوتاس:بيعت حصة الحكومة للمستثمر الكندي بمبلغ اقل من 200 مليون دولار وقد وصلت ارباح الشركة في العام 2008 فقط الى 435 مليون دولار ، اي ان ارباح الشركة بعد بيعها ( لعام واحد فقط ) قاربت ثلاثة اضعاف المبلغ الذي بيعت به .
الفوسفات : يقدر احتياطي المملكة من الفوسفات بكافة المناجم بحوالي 1459 مليون طن واذا ما علمنا ان السعر العالمي للطن الواحد في العام 2009 هو 400 دولار فان احتياطي الاردن من الفوسفات يكون 57 مليار دينار اردني ، ولقد قامت الحكومة الاردنية ببيع حصتها من الفوسفات بمبلع 125 مليون دولار ، وقد حققت الشركة بعد بيعها ارباحا تقدر ب 340 مليون دولار في العام 2008 وحده.
الاسمنت : قامت الحكومة ببيع حصتها لمجموعة لافارج الفرنسية بمبلغ 100 مليون دولار في العام 1998 وقد وصلت ارباح الشركة في العام 2008 الى 200 مليون دولار اي ضعف المبلغ الذي بيعت به .
اي ان الشركات الثلاث السابقة الذكر بيعت مجتمعة بمبلغ 400 مليون دولار في الوقت الذي حققت فيه هذه الشركات ارباحا وصلت الى مليار دولار في العام 2008 ،
ونترك ذلك لتقييم الشعب الاردني الذي يرقد في سبات عميق !!!!
شركة الكهرباء الاردنية ، وهي الشركة التي بيعت بابخس الاسعار بين الشركات التي تم خصخصتها ، فقد بيعت بمبلغ 74 مليون دولار لشركة دبي كابيتال مع ان ممتلكات شركة الكهرباء من مباني وعقارات تقدر باكثر من 1،5 مليار دولار !!
شركة الاتصالات الاردنية: هناك اراء بأن ارباح الشركة لسنة واحدة يعادل ثلاثة اضعاف المبلغ الذي بيعت به والتي كانت تدر دخلا يوميا على خزينة الدولة يقدر ب مئات الالاف من الدنانير حيث بيع ما نسبته 88% من الشركة لشركة فرانس تيليكوم بمبلغ 508 مليون دولار علما ان ارباح الشركة السنوية تتعدى المبلغ الذي بيعت به .
شركة امنية : باعت الحكومة الترخيص الخاص بشركة الاتصالات امنية بمبلغ 6 ملايين دولار فقط وقد باعها صاحب الترخيص في العام التالي بمبلغ 590 مليون دولار اي ان هذه الصفقة قد حرمت خزينة الدولة من مبلغ 484 مليون دولار , وطبعا معروف من الذي اشترى ومن الذي قبض الثمن وبين البايع والشاري يفتح الله!!!
ميناء العقبة :
- تم سلخ قطعة ارض من ميناء العقبة اطلق عليه ( منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ) وقال المسؤولون في المفوضية يومها ان الاستثمارات فيها تقدر ب 23 مليار دولار وللان لم يصل حجم الاستثمارات مبلغ 2 مليار دولار(لا يساوي قيمة الارض المقام عليها) .
- بيعت منطقة الميناء ( الارض والمعدات ) بمبلغ 715 مليون دينار لشركة المعبر الدولية للاستثمار، علما ان الارض المقام عليها الميناء تقدر قيمتها وحدها ب 6 مليار دولار .
- بيعت ارض الشاطئ الجنوبي لمشروع تالابيه بسعر 7000 دولار للدونم الواحد علما ان قيمة الدونم الواحد تتعدى 1.4 مليون دولار ,
والملاحظ انه بعد عمليات البيع بالاسعار الوهمية لهذه المناطق لا زالت العلاقات المنفعية بين المستثمرين واصحاب القرار في الاردن قائمة .
الملكية الاردنية :
تم الغاء المؤسسة الاردنية وتحويلها لشركة استثمارية قابضة ، كما وتم فصل نشاط الطيران عن النشاطات الاخرى المساندة ,
فقد بيعت مجمعات صيانة محركات الطائرات ، وتموين الطائرات ، ومركز التدريب ، والاسواق الحرة ، واكاديمية الطيران ( جميعها ) بمبلغ 122 مليون دولار فقط كما ان المطار يدار الان من قبل شركة فرنسية ، في الوقت الذي تبلغ فيه قيمة هذه البيوعات ما يقارب المليار دولار !!!
كما تم بيع حصة الملكية كاملة من شركة عالية للضيافة وفندق عالية ورويال تورز الى مستثمرين اجانب بمبالغ زهيدة!
اعلاه هي الصفقات الكبرى التي تمت للان ،من البيع بالجملة اما بخصوص البيع " بالمفرق" فحدث ولا حرج فقد تم بيع كل من :
- حصة سلطة المياه - فندق الاردن – حمامات ماعين – وحصص الحكومة من بنك الاسكان – بنك القاهرة عمان – بنك الصادرات والتمويل - بنك الانماء الصناعي – مصنع روب البندورة في الاغوار – الكازينو الشهير – الالبان الاردنية – البتراء للنقل – الاجواخ الاردنية – الدباغة الاردنية – الخزف الاردنية – العربية الدولية للفنادق – الاردنية لتجهيز الدواجن – مصانع الورق والكرتون – المؤسسة الصحفية الاردنية .
وتم تأجير كل من : سكة حديد العقبة – مؤسسة النقل العام – سلطة المياه الاردنية ، لمدة 25 عاما لكل منها.
يا سيد البلاد والعباد ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم !!
