The Smurfs

٢٠١١/٠١/١٢

صفر زمان غير صفر الان!!!

كنت جالسا اتابع مباراة الفريق العراقي  بكل جوارحي وبحماس كبير وتزامنت فرحتي بالهدف الاول برنة الهاتف  ، اجبت مسرعا ممنيا النفس بأن تكون  احدى الشركات التي تقدمت لها بطلب وظيفة ، لكنها كانت الشرطة والتي ابلغتني ان البنك الممول لسيارتي قد رفع دعوى لعدم قيامي بسداد اقساط  السيارة لشهور خلت !!!!

اغلقت الهاتف ورجعت لوضعي السابق الا ان الصورة كانت ( سوداء  ) ولم اعد اسمع صوت المعلق ولم تعد نتيجة المباراة تهمني ، فمالي وللمباراة ومالي ولبطولة اسيا والكرة الذهبية وكأس العالم 2022 ان كانت في بلد عربي او بلد أعجمي !!!

كأنني قد انتقلت في لحظات قليلة لعالم اخر  كئيب مظلم ، فالنعاس الذي كان يتغشاني قد زال والجوع الذي كنت اقاومه لما بعد المباراة رحل .

من ايام الرسول الكريم ولسنين قليلة خلت ( ايام امي ) كان الصفر في وجهة نظر الكثيرين هو الشخص الذي لا يدخر مالا للزمن ولعل الاصفار كانت كثيرة بل ان الغالبية العظمى من الناس كانت اصفارا ،  فلا هموم ولا التزامات ولا كماليات ، فالهم كان ينتهي بامتلاء المعدة بالطعام .

في ايامنا هذه تلاشت الاصفار او هي قريبة من التلاشي ، فالصفر اليوم هو من يستطيع تسديد ايجار بيته واقساط سيارته وفواتير هاتفه واقساط المدارس والبنزين والكهرباء والمستشفى و و و و و ، عدا ذلك فانت لا زلت ترزح تحت الصفر  وما اكثر الرازحين تحته !!!!
في الغرب يكد المرء ويتعب ليرتاح في خريف عمره ويستمتع بالحياة اما هنا فيجب ان تفني عمرك لاهثا خلف سراب الصفر ولن تبلغه الا ببعض الحظ او التوفيق ، فها انا قد بلعت الاربعين سنة اهدرت معظمها باحثا عن عمل ، ولا يزال الصفر بعيد المنال  وقد ينقضي  العمر قبل بلوغه .

لطالما اقترن رمز السجن عندي بالقوة والتمرد ، فما نسمعه دوما ان ( السجن للرجال ) للمكافحين ،لاصحاب المواقف،  للذين يرفضون القهر والذل ، لكنني عرفت متأخرا ان السجن ايضا يمكن ان يكون للضعيف والمقهور والذي لا يجد قوت يومه، حتى ان دار الممر لهته وشغلته عن دار المقر التي يعول عليها ويحلم بها . فاصبح بلا ممر وبلا مقر  فأين المفر ؟؟؟؟؟؟