لأول مرة .. الاطاحة برئيس عربي شعبيا !!

اشد المتفائلين لم يكن يتوقع ما الت اليه الاوضاع في تونس ، فالحزب الحاكم  الذي جثم على صدر الشعب التونسي ولمدة 65 عاما ابتداء (  ببورقيبة وانتهاءا بزين العابدين ) ولى بلا عودة !!

ها هو  يرفع الراية البيضاء ويفر هاربا تاركا البلاد لأهلها الحقيقيين . ربما ينفعه المال والبنون في بلاد المهجر وربما يموت على فراش وثير في احد قصوره في اوروبا ، بل ربما يبقى من اشد المتحكمين باقتصاد تونس بملايينه التي نهبت وعلى مر السنين من قبله ومن قبل زوجته واهلها

كل ذلك لا يهم ، فمريض السرطان يدفع كل ما يملك للتعافي والبدء من جديد .

والملفت للنظر ان القريب قد تخلى عن الرئيس الهارب قبل الغريب فالعديد من  الحكام العرب اقر بأن هذا شأن داخلي وللشعب التونسي الحق في تقرير مصيره واختيار قياداته !!!!

الم يعد الرئيس التونسي شقيقا لكم ؟؟؟  وهل كنتم ستتخلون عنه لو استعان بقواتكم لقمع التظاهرات في بلاده ؟؟ بالتأكيد كنتم ستدعمونه وبلا حدود.

كذلك الغرب  الذي قدم له  كل الدعم المادي والمعنوي  عبر مسيرته لقمع الاسلاميين ولجم المعارضة تخلى عنه ايضا ،فقد رفضت فرنسا ربيبها ولم تسمح له بدخول اراضيها ، فقد اصبحت صلاحيته منتهية  ،  والخارجية الامريكية اقرت بما جاء في وثائق  "ويكي ليكس" واشاروا الى انهم نصحوا الرئيس المخلوع باجراء تعديلات في السياسات الداخلية لتنفيس الاحتقان الشعبي العارم لكنه لم يستمع لنصائحهم !!!
لم يستضفه الا ابو الكرم العربي ( خادم الحرمين ) فالاسلام يدعو لاكرام الضيف واغاثة الملهوف !!! 

لابد ان تعرف الانظمة العربية كلها ان الحفاظ على نظام الحكم لا يكون بالقمع ولا بالتنكيل ولا بالاستعانة باميريكا والغرب بل يكون فقط بكسب ود الشعب والحفاظ على حقوقه ومكتسباته .

لو كان يعرف " البوعزيزي " ان النظام سينهار بحرقه لنفسه لقال " لوددت ان أَحرق نفسي في سبيل تونس فأُقتل تم أُحرق فاقتل ثم أُحرق فاقتل" !!!!