منذ ان كنا صغارا كنا نرتاد المسجد وكنا نستمع لخطب الجمعة ونحاول تطبيق التعاليم الاسلامية التي نسمعها بحذافيرها ظنا منا وقتها ان الخطيب لا ينطق عن الهوى وانه لا يقول الا حقا .
استمعت بالامس لخطبة الجمعة مباشرة من التلفزيون الاردني ، استمرت الخطبة
ما يقارب الساعة ،
ما يقارب الساعة ،
"ان الاردن بألف بخير ، والامن الذي يعيشه الاردن يحسدنا عليه القاصي والداني، والحكومة لا تأل جهدا في توفير ما يلزم للمواطن وتتحمل اعبائا جمة لاسعاد المواطن الاردني ، كما ان الوضع الاقتصادي في الاردن رغم الازمة العالمية وضع ممتاز، لكن الشعب الاردني شعب مستهلك ومسرف ويجب عليه لوم نفسه قبل لوم الحكومة .!!!
أحسست للوهلة الاولى ان الاردن هو سويسرا وان كل من يستمع لهذة الخطبه سيحسد الاردنيين على الرخاء الذي هم فيه بل وسيتمنى لو كان اردنيا ليتمتع بجزء مما يتمتع به الاردني على ارضه !!!!
تم انتقل الخطيب للعزف على الوتر الحساس ، فالخروج على ولي الامر كفر ، والمظاهرات لا داعي لها
والمساس بمقدرات الوطن خط احمر والعبث بامنه يوجب النار والعياذ بالله !!!.
والمساس بمقدرات الوطن خط احمر والعبث بامنه يوجب النار والعياذ بالله !!!.
انا شخصيا اصابني الحنق والغيظ من الشيخ الخطيب واستغرب توظيفه لعلمه ولباقته لصالح الحكومة على حساب دينه ومبادئه !!! ان كل ما قاله من ايات واحاديث هي حق اريد به باطل والقصد منه واضح ومعروف ولم تعد تنطلي هذه الحيل البالية على الصغير قبل الكبير .
فعمر بن الخطاب لم يكن يسكن قصرا وكان يقوم على خدمة العامة بنفسه بل انه عطل حد قطع اليد عندما تفشى الجوع بين المسلمين واضطر بعضهم للسرقة .
لم تعد الخطب الرنانة تقنع المواطن البسيط الذي يرى ويسمع ، ولم يعد توظيف الايات القرانية والاحاديث النبوية الشريفة لصالح الحكومات بالامر المقبول ولم يعد العنف والاعتقالات وتكميم الافواه والتنكيل شيء يخيف الشعوب ويرهبها .
فالعالم يتغير ، وما أهل تونس منكم ببعيد !!!!
