The Smurfs

٢٠١١/٠٢/١٧

اليمن ، ليبيا، البحرين ..... فهمتو؟؟


عندما قامت الثورة في تونس واسقطت النظام ،اعتقدنا انها حالة شاذة ، ولما اندلعت المظاهرات في مصر استبعدنا امكانية  تطبيق  تجربة تونس هناك في مصر ظنا منا ان محاولة اسقاط نظام مبارك يعد ضربا من الخيال !1 ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان فقد سقط  مبارك  وباسرع من المتوقع!!!
ما الذي يحدث ؟؟ وهل سينتشر هذا النهج في جميع الدول العربية؟؟؟ وفيما لو انتشر هل سيكتب له النجاح؟؟؟

اسئلة كثيرة يعجز اكبر المحللين ورجال السياسة وعلم الاجتماع من الاجابة عليه ، لكن الشيء الواضح والجلي ان الشعوب العربية اخذت على عاتقها تطبيق هذه الثورات في بلادها وترك النتائج ( على الله ) فالظروف كلها مهيأة ، فالحماس منتشر بين الشعوب نتيجة نجاح الثورة في تونس ومصر ، والحكومات ترتعد خوفا من شعوبها بل اصبحت تقدم من المكرمات والهبات والعطايا والتنازلات ما لم تتوقعه الشعوب يوما ، لكنها في الوقت نفسه وفي ظل جبن هذه الانظمة اصبحت  تطالب بالمزيد والمزيد .

الملفت للنظر ان الانظمة العربية تتصرف بنفس الاسلوب ، وكأن الحكام العرب قد درسوا في مدرسة قمع واحدة فهم يطبقون حرفيا ما  جاء في دليل المستخدم ( manual)  وكأنهم يتعاملون مع غسالة او ثلاجة !!!!

فها هم  في اليمن وليبيا والبحرين يكررون  ما سمعناه من بن علي ومبارك  بحذافيره رغم فشل الاخيرين في التصدي للثورة ،لكن ما تبقى من انظمة فاسدة في بقية الدول العربية ليس لديها استراتيجيات جديدة للحفاظ على عروشها .

ففي اليمن مظاهرات موالية للحكم تحتل الميادين الحيوية في البلاد لعدم تمكين المعارضين من الوصول اليها ، ورجال الامن بالزي المدني تعتدي على المدنيين في صفوف المعارضة ، والتعتيم الاعلامي موجود ، والاجندات الخارجية تفعل فعلها في البلاد !!!

في البحرين الامر مختلف تماما ، فانا شخصيا اعتقد ان جميع الانظمة الخليجية في مأمن مما يحصل في البلاد العربية باستثناء دولتي البحرين والكويت ، حيث تحتوي كلتا الدولتين على اعداد كبيرة من الشيعة ، والتي تحركها بالفعل اياد خارجية ( ايرانية ) تريد زعزعة الانظمة الخليجية ، لكن السؤال المحير ، كيف لا يستطيع اي عربي الخروج في اي دولة خليجية للتعبير عن فرحته بثورتي تونس ومصر رغم كثرتنا في الوقت الذي يقوم فيه الشيعة في البحرين بمظاهرات عنيفة تطالب باسقاط النظام ؟؟؟؟ هل الشيعة اجرأ واشجع من السنة ام ان البحرين نفسها مهددة من ايران بعدم التعرض لمواليها من الشيعة؟؟؟

في ليبيا الوضع متناقض  ، ولعل التناقض نابع من تناقضات شخصية رأس النظام هناك !!! فالقذافي صلب وعنيد تارة ويتوعد بالتنكيل بمن يخرج للتظاهر واعتقال عشيرته ، وتارة رعديد يفرج عن مئات السجناء ويعيد بعض الصحف والقنوات الفضائية  المحظورة للعمل من جديد  بطريقة تظهرة بمظهر المتفضل لا بمظهر المهزوز المرعوب !!
لقد راهن هو وجميع مستشاريه على عدم قيام تظاهرات في ليبيا لأسباب منها الخفي ومنها المعلن ، فالاسباب المعلنة ان الشعب الليبي بنظامه الفريد في العالم وديمقراطيته التي تتيح لكل فرد حقير في المجتمع الليبي ان يعبر عن رأيه بكل صراحة دون الخوف من الاعتقال ، فكل فرد ليبي جزء لا يتجزأ من نظام الحكم له ما للنظام وعلية ما على القذفي وابناءه فلم التظاهر في ظل هذا الرخاء؟؟!!
اما الاسباب الخفية فهي الاعتقال والتنكيل والتهديدات  التي اطلقها بصراحة وعلى الملأ لكل من تسول له نفسه بالتظاهر ، فثقته بكلابه البوليسية و43 عاما من التدجين للشعب الليبي هو ما ولد عنده هذه الثقة.

المظاهرات عنيفة والشعوب مصممة لكن غياب التغطية الاخبارية لم يعطها الزخم الذي حظيت به ثورة مصر ، قيكفي ان نعرف ان المظاهرات دخلت يومها السادس - بلا انقطاع - في اليمن ، والاعتصام مستمر في احد ميادين العاصمة البحرينية حتى تحقيق المطالب، والشارع تحرك في العاصمة الليبية وبعض ضواحيها ، والاخبار -على شحها - تؤكد وقوع ضحايا في البلدان الثلاثة جميعها .

في الحقيقة لازلت محتارا في تبني موقف معين ، فأنا اتمنى تكرار ما حدث في مصر لكنني استبعده   .
لذا لن اتفائل ولن اتشائم وسأكتفي بالمراقبة ، بس انشاء الله يفهمو!!!