The Smurfs

٢٠١١/٠٧/١٧

اللي بقدرش عالحمار ... !!

الجيش الالكتروني

نحن في الاردن كالعبيد  الذين  بعملون في مزرعة السيد الاقطاعي  دون اجر ، فهم ملك له لذلك لا يتقاضون اجرا الا المأكل والمأوى ، وهما ليسا منحة من السيد " لسواد عيون العبيد  " فالمأكل يقدم لهم للتقوي على يوم جديد من ايام العبودية،  والمسكن لاسترجاع الطاقة المهدورة في اليوم السابق .

العجيب اننا – وكعبيد في الاردن – ندفع حتى ثمن المأكل والمأوي ، فالسجين في الاردن محظوظ لانه يأكل ويشرب وينام دون بذل اي جهد يذكر ، فأين العدل ؟؟؟

ولما قام البعض للمطالبه بحقوقهم وحرياتهم ، انقسم الشعب قسمان : قسم راقته العبودية لانه افنى عمره فيها واعتاد عليها ، وفي الوقت نفسه لا يريد اغضاب الاقطاعي ، ظنا منه انه سيرميه في الشارع ، فيفقد لقمة الهوان ومسكن الذل !!
والقسم المطالب بالحرية انقسم الى قسمين ايضا ، قسم شرقي المزرعة وقسم غربيها ، 

ولما ادرك الاقطاعي هذا الانقسام سعى لتكريسه فوعد القسمين ( الشرقي والغربي ) بالحرية والاصلاح، لكنه كان يجلس مع الشرقي ويقول له : سأمنحك الحرية وسأحسن احوالك المعيشية فأنت الاقدم والاحق بالحرية منهم وهم حديثوا عهد بهذه المزرعة ومن الظلم ان امنحكم  الحقوق  نفسها .
ثم يذهب للغربي ويؤكد له ان حقوقهم محفوظة لكن الشرقيين لا يوافقون على منحكم هذه الحقوق ، فالافضل لكم ان يبقى الحال على ما هو عليه ، فانتم - اخوال ولي العهد - اي اصحاب البلد في المستقبل  وان اية اصلاحات سنقوم بها ستكونون انتم  الخاسر الاكبر منها !!!
ثم يتوجه للعبيد المخلصين، ويطلقهم كالكلاب الضالة ليقتصوا من طالبي الاصلاح من شرقيين وغربيين  ، على مرأى ومسمع منه ، واعدا اياهم بكسرة خبز اضافية تقيم اودهم ، ومحذرا لهم بأن الشارع مصيرهم ان لم يفلحوا في ردع الاصلاحيين وثنيهم عن مطالبهم  !!

والا :  كيف يعقل ان نرضى بحكومة ومجلس نواب معين  من قبل الملك وعلى مدار العقود السابقة   ، دون اي اعتراض من اي من العبيد ، ثم نجد الخلاف يدب بينهم  عند المطالبة بحكومة  ومجلس نواب يقومون هم  بأختيارهم من بين ظهرانيهم  بحجة ان فئة ستطغى على فئة وستأكل حقوقها ، الهذه الدرجة تثقون باختيار الاخر لكم ولا تثقون باختياراتكم ؟؟!!!!

لن اخوض في تسميات و تعريفات للوضع الجديد الذي نريده ، فقد  اشبعه  الكثيرون تحليلا وتمحيصا وتدقيقا ، حتى ان لفظة " الملكية الدستورية " حظيت بالعديد العديد من المقالات الجوفاء التي لم تتطرق لماهية وتعريف الملكية الدستورية ،  بقدر التحليل المسهب للفظ نفسه.
لكنني وكأردني بسيط ،  من حقي ان اختار من يدير شؤون حياتي ومن حقي ان اختار النائب الذي يمثلني ويدافع عن حقوقي ، ومن حقي ان احاسب اي منهما ان قصر في اداء واجباته ،، فهل هذا الحق فيه مضرة لاي  اردني شريف يغار على تراب بلده  ؟  لا والله ، فالمتضررالوحيد هو  كل فاسد مستفيد من الوضع الحالي القائم .

انا اوافق ان يكون رئيس الحكومة مسيحيا او شركسيا او حتى ارمنيا اذا كان نزيها   ويرعى حقوق المواطن وحريته ، طالما اننا  اخترناه  على اساس الكفاءة والامانه ، وليس على اساس  قبلي او طائفي او موالاة كاذبة لاي كان !!

كما انني لا اعارض ان يكون الملك شخصيا هو رئيس الوزراء ووزير الداخلية والخارجية  والدفاع والهجوم ورأس الحربة ، بل وحتى حارس المرمى ،،،، كل ما نطالب به ان يكون امامنا شخص نستطيع ان نحاسبه على تقصيره ان قصر دون تكميم للافواه ودون بلاطجة يحمونه ويزايدون بوطنيتهم على كل من يخرج عليهم .

فنحن دائما نصب جام غضبنا على الحكومات المتعاقبة ورؤساء وزرائها ونحن نعلم علم اليقبن انه ليس لهم من الامر شيء ، 
وصدق المثل القائل : " اللي بقدرش عالحمار ، بعض البردعة "  


الجميع خاسر اذا ما بقي الوضع على ما هو علية وسيبقى الفساد يعشش بيننا وسيأكل الاخضر واليابس ، والجميع رابح - باستثناء الفاسدين - اذا ما نبذنا خلافاتنا ووقفنا في وجوههم مطالبين بحقوقنا وحرياتنا وكرامتنا ، 


قولوا الله ، وتوكلوا عليه ، انه نعم المولى ونعم النصير ..