لذلك قررت وعزمت الامر على ان اصبح فاسدا ، ولكن بما ان مختبرات هذه الكلية على قد الحال والموارد في الاردن قد نضبت والشركات قد بيعت ولم تعد لي فرصة في الاردن لجني ثروة تمكنني من دخول نادي الفساد الاردني ، فقد قررت احضار شهادة الفساد مع مرتبة الشرف من الخارج ، فقررت ان اقوم بسرقة احد البنوك من الخارج او تهريب رطلين ثلاث من الكوكايين من كولومبيا مثلا ، استطيع بعدها الوقوف على قدمي والعودة للديار لمزاولة المهنة، رغم علمي التام ان نقابة الفاسدين في الاردن قد غلقت ابوابها واكتفت بالاعضاء السابقين من اصحاب النفوذ المالي او السلطوي ، لكنني قررت المجازفة !!
شو بدكوا بطولة السيرة ، اخذت الشهادة وروحت عالبلاد فرحا مسرورا ، وعند ذهابي لمعادلة الشهادة اتضح ان شهادتي ناقصة ويجب علي ان اخذ بعض المساقات كمتطلبات لمعادلة الشهادة ، كالتزلف وهز الذنب والتسحيج لقائد المسيرة ، فتزلفت وهزيت ذنب وسحجت بما اوتيت من قوة حتى تمت الموافقة على طلبي وضموني - بعد عناء - للنقابه .
ومن يومها الله فتح على وقاللي خذ ، واتضح لي في الحياة العملية ان المساقات الاردنية كان لها كبير الاثر في نجاحاتي المتواصلة ، فصلاة الجمعة في الصف الاول في مسجد الملك حسين امام الكميرات ، ومراقبة الجريدة لوضع التهاني لهذا والعزاء لذاك ، وقصد بيوت العزاء " للناس العاديين " او الافراح وحتى حفلات الطهور ، تكسبك شعبية كبيرة،لانك بالعربي بدك تكون " حرك ومحندق " لتكسب قلوب الناس اللي فوق واللي تحت معا !!!
فتحت شركتي ونصحوني بأنني ان اردت ان " يمشي حالها " فعلي ان اقوم بتعيين مستشاري فيها من بقايا الحكومات الساقطة والوزراء المتهاوين ، لان امثال هؤلاء لهم اياد بيضاء على الكثير من اصحاب السلطة والجاه ، وان ما نفعوني ما بضروني طالما "بفت مصاري" عليهم !!!
كبرت وكبرت شركتي ، لكن بيني وبينكو كان الجاي عقد الرايح ، فهؤلاء المستشارين كانوا يكلفونني الكثير ، فنصحني احدهم بأنني ان وصلت " للمعلم " فان مشاكلي ستنحل وسأصبح ذا شأن عظيم وستبتعد هذه الحشرات عني بدلا ان" تمص دمي الى الابد " ، عجبتني الفكرة وبدأت اتحين الفرصة تلو الاخرى للقاء لمعلم لكبير !!
وفي يوم من الايام علمت من احد المقربين ان "المعلم " مزنوق في جنوب افريقيا وبحاجة ماسة لمبلغ كبير ، فقررت ان هذه هي فرصتي فبدلا من دفع هطذا مبلغ خلال عام للمستشارين استطيع دفعه مرة واحدة للمعلم ، وهو سيكفيني شرهم !!
قمت بتحويل المبلغ وتم سداد الدين وعاد المعلم للبلاد فطلبت لقاءه ورحب بذلك ، وقال لي يومها : "احنا ما بننسى اللي بوقفوا معانا "، بس انت مغمور وبدك شوية تلميع ، روح رشح حالك للانتخابات واحنا بنزبطك !!
وكما قال ، ترشحت للبرلمان وصلاتي خلف الامام ووجهي البشوش مع ابناء منطقتي ، وتدريسي لبعض ابناءهم في الجامعة كان له ابلغ الاثر في نجاحي بالانتخابات " مع شوية دعم من لمعلم واجهزته الامنية " ، ثم تقلدت منصب وزير ، وانا الان عين ولله الحمد !!
بالنسبة للشركة ، وجودها شكلي ولم تدر علي دينارا واحدا ومع ذلك فثروتي تضاعفت اضعافا كثيرة وفي فترة وجيزة ،
فيكفي ان يرضى عنك المعلم لكبير ، ليرضى عنك البقية ، فتهبش وتهبش وتهبش دون حسيب ولا رقيب !!!
حفظ الله لنا شعبنا مصدر رزقنا ، وحفظ ما تبقى من وطننا ، واعدكم باننا لن نبقى لكم من ترابه الطاهر شيئا، في ظل المعلم اطال الله بقاءه وثبته في حكمه ،،،، وحفظ علينا امننا واماننا الذي هو رأس مالنا الذي يحسدنا عليه الكثيرون ، فالمال "وسخ ايدين" فأسأل الله ان يزيدكم نظافة ويزيدنا اتساخا وتواضعا ، ويعيننا على خدمتكم فنحن منك واليكم ،،،،،
والله من وراء القصد
اخوكم فاسد
