The Smurfs

٢٠١١/٠٨/٢٣

فتح مكة .... والربيع العربي !!!

 لطالما كان شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركات على الامة الاسلامية منذ ايامه عليه السلام ، ففي العشرين من رمضان تم فتح مكة وفيه جرت جل معارك المسلمين وفتوحاتهم ,
وفي هذه الايام تعم الافراح العديد من دولنا العربية كل حسب " طموحاته وشجاعته " .
فالمصريون والتونسيون تحرروا من نير احتلال انظمتهم ، واليمنيون لا زالوا صامدين رغم الاوضاع المأساوية التي يعيشونها ، فلا ماء ولا كهرباء ورغم ذلك فالعزيمة من حديد والنفوس لم تمل الاعتصام بل على العكس تزداد اصرارا يوما بعد يوم على التخلص من "مومياءها " التي تنوي العودة من جديد لصنعاء ، في فيلم " Mummy Returns  " ربما لثلاثة عقود جديدة !!! 

وفي ليبيا ، تفوقت الجرذان على الاسياد واجتاحت عقر دار ملك ملوك افريقيا في عدة ساعات فقط ، في الوقت الذي خرج فيه القذافي مناديا بفتح مخازن السلاح وتوزيع الاسلحة على النساء والاطفال لحماية باب العزيزية !!
اين هي ملايينك التي كانت تغص بها ساحتك الخضراء والتي كانت ستزحف لتطهير البلاد من تلك الجرذان ، واين " اصبع " سيف الاسلام الذي اهتز متوعدا بحرق الاخضر واليابس والقتال حتى اخر نقطة دم واخر نقطة نفط واخر رصاصة !!!

كم كنت اتمنى ان ارى سيف الاسلام لحظة اعتقاله ذليلا صاغرا مكبلا من شباب الثورة الليبية ، الثوار الذين لم يسبق لهم ان حملوا السلاح من قبل ، لكنهم اظهروا شجاعة لا توصف واثبتوا بأنهم اقوى من عدة جيوش عربية مجتمعة انفقت عليها مليارات الدولارات منذ احتلال فلسطين لكنها منيت بنكبة ونكسة وهزيمة حرب الايام الستة التي يندى لها الجبين ،
نعم لقد ساعدتهم غارات حلف شمال  الاطلسي " الناتو "  لكن لولا شجاعتهم وبسالتهم وايمانهم بقضيتهم لاستمر القذافي في طرابلس اربعين سنة اخرى .

الملفت للنظر ان موسى ابراهيم الناطق بلسان الحكومة الليبية الهالكة ، ذكرنا " بالصحاف " الذي كان يهدد ويتوعد ويبشر بالنصر القريب وما كانت غير ساعات قليلة حتى سقطت بغداد في يد الامريكان ، "وصحاف " ليبيا انتهج النهج ذاته فما ان انهى تطميناته للشعب الليبي في الساحة الخضراء حتى دخلها الثوار ، فانظمتنا اعتادت الكذب حتى النفس الاخير وها هي القناة الليبية تختفي عن الانظار وقد اصبحت خبرا بعد عين على النايل سات !!!!  مبروك لليبيا .

ومن بركات العشر الاواخر خروج الرئيس بشار الاسد الذي عاد واجتر ما كان قد تحدث به منذ ستة اشهر ، فالاوضاع اصبحت مطمئنة ، سوريا  باتت بخير والاصلاحات لن تأخذ اكثر من ثلاثة الى سته اشهر لتعديل الدستور ثم ستة الى ثمانية اشهر لانتخابات مجلس الشعب وانهاء الاصلاحات ، تم سنتبن الى ثلاثة سنوات ليتم تقييم الاصلاحات ،
يعني يا شعب سوريا هانت فما هي الا عشر سنوات اخرى حتى يتمم بشار اصلاحاته ، هذا مع ضمان عدم حدوث اي منغصات توقف الاصلاح ، لان الدكتور لا يستطيع التفكير او الاستمرار في الاصلاح ما لم يكن الشرق الاوسط هادئا تماما، والا فانه سيبدأ الاصلاحات من البدابة ويعود بكم للمربع الاول،
فما العشر سنوات في اعمار الشعوب ؟؟ انما هي " عضة كوساية " على رأي اخواننا السوريين .

اما اوفرهم حظا في هذه الايام المباركة فهوالشعب  الاردني الصائم ، فكما هو معلوم للصائم فرحتان ، فرحة بالاصلاحات الهزيلة والتي يعتبرها النظام تلبي طموحات 99% من سكان الاردن في الوقت الذي لا يريدون عمل استفتاء للشعب على هذه التعديلات وذلك للتخوف من الاضطرابات التي يمكن لها ان تحدث بحسب ، طاهر المصري !!!
ولا ادري ما هو نوع الاضطرابات التي ستحدث ان كان الشعب الاردني يبارك هذه الاصلاحات  بنسبة 99% ، ولا اعرف كيف اجمع رموز نظامنا على هذه النسبة من الشعب الاردني المؤيد لهذه الاصلاحات ، الا ان كانوا يعتبروننا " كمعارضين " غثاء كغثاء السيل !!

اما الفرحة الثانية للشعب الاردني المحظوظ ، فرحته بمكرمة ال 100 دينار من  سيد البلاد ، والتي تم تخصيصها لفئة معينة من المجتمع الاردني ، فبدلا من ان تفرح بها العائلات محدودة الدخل ان لم نقل
" المسحوقة " نجدها تعمق الهوة بين ابناء الشعب الواحد ، اذ كيف تكون هناك مكرمة من سيد البلاد  لبعض ابنائه على حساب  البعض الاخر ، واين العدل يا ابا المكارم ؟؟؟؟

اين الدستور والقانون الذي يخضع له الشعب الاردني ان كانت المكارم لفئة من الشعب على حساب  فئة اخرى من حيث الدراسة في الجامعات والعلاج في المستشفيات وحتى " العيديات " ، واين هو ما يسمى بتكافؤ الفرص الذي تتشدقون به صباح مساء ؟؟

اخيرا ، بالامس كنا نتحدث عن " ديناصورات الاجهزة الامنية " المتغولة في كل مناحي الحياة في الاردن ، واستبشرنا خيرا وظننا ان التطهير سيطول هذه الاماكن الحساسة ، وما هي الا سويعات حتى دعيت الاجهزة الامنية على مأدبة افطار " الها اول ما الها اخر " !!


فهل هذا ما يسمى "بالعشاء الاخير"  لهذه الديناصورات ؟؟؟ ام ان ما يقال شيء وما نراه على ارض الواقع شيء اخر ؟؟؟

احتار دليلي !!!