كتب الزميل احمد الزعبي في احدى مقالاته - وانا من المعجبين بكتابته - قائلا :
حتى دجاجات الحي كانت تعرفه "بالوجه"، بمجرد مروره أو مرور من يشبهه من خلف السياج تبدأ الدجاجات والديكة بالصياح والاستغاثة..رامي ابن العاشرة والملقّب بــ" أبي رعد"..لم يترك خم دجاج الا واقتحمه ، ولا "سطل زغاليل" الا وداهمه، ولا لوح زجاج الا وكسره أو شعره ، ولا قطف عنب الا و "مرطه" ولا فطبول ابو الليرة الا وسرقه ودهنه ، ولا سقف زينكو الا وقذفه بحجر،ولا عجل سيارة الا ونفّسه ، ولا خروف الا و"فغص" عينه..
لم يترك شيئاً سالماً..حتى سالم نفسه .. "ندفه" بحجرٍ من "مقلاعه" كاد ان يودي بحياته بعيد صلاة الجمعة..
كل يوم هناك مطارده لــ" أبو رعد" من قبل أحد سكان الحارة، صياح وهرج ونساء تتفرج على المشهد من سطوح البيوت والشرفات ..نادراً ما تنتهي المطاردة باسترجاع المسروق بعد تلفه..وغالباً ما تنتهي بهرب الفاعل دون حساب..مع تبرير الخسارة ببعض المسبات التي لا تنقص من عزيمة ابو رعد في الشرّ شيئاً مثل : " والله لألعن....يا ابن...والله لأدعس ....ــها .. ـــك "..الخ.
**
في كل مرة كانت تفرّ الحمامات بشكل جماعي من "طواقيهن" ، كنت اعرف انها محاولة جديدة لــ"ابو رعد" لاقتحام الخم.. أخرج بلباسي الجاهز دون تمييز سواء اكان بدلة وربطة عنق..ام بنطلون رياضة أو سروال قصير أو حتى "تيوبلس" بدون..أركض بكل ما اعطيت من قوّة ، وبأقصى طاقة تشغيلية لعضلاتي الرخوة...ساقاي تسابقان الريح وتتبعان أبو رعد الى مالا نهاية... كان "ملعون الحرسي" يصل بيتهم في أقل من دقيقتين يختبىء خلف جدته بمسكنة فريدة ..وفور وصولي يصيح بخوف وحزن: "جدة عندك اياه"...
"تتخنصر" العجوز وتقول لي: مش عيب عليك ولك !! زلمة طويل عريض داير بالك لولد.صحيح الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة.
- أنا مبررّاً: يا حجّة "ابو رعد" سرق البيضات من الخم.
- الحجة: لا مش صحيح!!
- أنا: قسماً بالله لدّي بعدهن بأديه!!!
- الحجة: خلص ما عادش يسويها ابو رعد!! لا عاد تسويها يا جدة!!
فيعلن ابو رعد موافقته وتوبته المزيفة...
لم تكن تكتفي الحجة بتوبيخي وتكذيبي قط امام ابي رعد او المارين ..بل كانت تمعن في "تبريد حيلي" عندما تقول : هسع فوت جاي يا خالة...بالله يا خاله..
فأشكرها وأغادر بعد ان ابطَلتْ مفعول حماسي وسكبَتْ ماء بارداً على "غضبي المغلي" ..لأسمع بعد لحظات "طشطشة" السمن في المقلى ، وأشتم رائحة البيض المسروق يفوح من شباك الجدة المرتفع..
التحقيق في تهريب خالد شاهين..امعان في "تبريد الحيل"..فالنهاية معروفة سلفاً:
خلص ما عادش يسويها!!
*****************************************************************
وكان هذا ردي عليه في نفس الموضوع المطروح :
كم كنت محظوظا يا اخي احمد الزعبي وانت لا تدري ،
فلقد لحقت مرة ابا رعد " صاحبنا " عندما سرق " زنوبة المرة " من امام الباب ،
لحقته- وانا ازبد وارعد لقد طفح الكيل ولازم اوقفه عند حده - حتى دخل بيت الجدة ،
لكنها لم تكن متواجدة، فقد كانت" كالعادة " في زيارة دورية تقوم بها لاحدى الجارات ، وكان امام بيت الجدة رجل حسن المظهر استوقفني بطريقة فجة : هاي وين داعم ؟؟؟ وليش لاحق الولد ؟؟؟
فاجبته الولد مش مربي فقد سرق الزنوبة وهرب ، الولد اشرف منك وعمرو ما سرق اكيد هاي اشتراها من فلوس الجدة !!!!
اجبته بس الزنوبة مستعملة مش جديدة بعدين هاي زنوبة مرتي ، مستعمله ولا مش مستعملة روح منهون بدل ما اسويلك شوارع في وجهك !!!،
شعرت بالخوف من تهديده وقررت ان لا اوقف ابا رعد عند حده على الاقل هذه المرة ، خلاص ساخذ الزنوبة واعود للبيت ،،، وفي لحظات كان يحيط بي عشرات من ابناء الجدة واحفادها ، وبدأوا يتلاطمونني كالموج من كل جانب ، وانا اصرخ خلاص خلاص حقكو علي انا غلطان وبديش الزنوبة!!!
وجاء من اقصى القرية رجل يسعى " الابن البكر ": للجدة خير شو في ؟؟؟؟؟؟ فاخبروه بأنني اتهمت ابنهم " البار " بالسرقة ، فامتعض وقال لي : اسمع اصلا انا مش مرتاحلك من يوم ما سكنت هالقرية من 60 سنة ، ومتحملينك مشان الحجة ، بس شكلك ما بتستاهل ، معك اسبوع تلملم اغراضك وتترك القرية !!!! اترك القرية ؟؟؟؟ وين بدي اروح ما بعرف غيرها ، فرد على : لعاد قاعد في حظونا وبتنتف في دقونا ؟؟؟؟
تنازلت يا اخ احمد في البداية عن ايقاف السارق عند حده ، ثم تنازلت عن حقي في زنوبتي لانفد بجلدي ، وتنازلت عن الكتلة المرتبة اللي اكلتها ، وها انا الان مهدد بالطرد من القرية لذنب لم اقترفه ، ما بتعرفلك وجه من اوجوه العشاير اخذوا معي جاهة لاولاد ال................. جدة ؟؟؟؟؟؟؟
