The Smurfs

٢٠١٣/٠٢/٠٢

أمي أحلى !!!

زمان ايام المدارس ولاننا افتقدنا الوالد " بكير " فقد كان اهون علينا ان نعيد السنة الدراسية مرة اخرى على ان يقول لي مدير المدرسة يوما ما " جيب ولي امرك بكرة " والذي هو امي ، فقد كان اسم الام محرم ان يخرج من نطاق  العائلة فما بالكم بذهابها للمدرسة بشحمها ولحمها !!!
فإذا ما انتشر وذاع صيت اسم الام في المدرسة قهناك خياران لا ثالث لهما :
اما ان يغير الطالب المدرسة الى اخرى لا يعرفه - او على الاقل لا يعرف اسم امه - فيها احد .
واما ان " يدلي أذنيه " ويبقى يتجرع مرارة العار الذي لحق به الى ان ينهي المرحلة الثانوية ، ومصيبة ان عرف اسم امه وهو لا يزال في الابتدائي !!!!!

الحال تغير الان، والغيرة انعدمت حتى بات الشخص يتفاخر بجمال امه وكسماتها وشعراتها امام اقرانه، فالجميع بات يرى ويشاهد الكثير من الامهات - على اخر طرز - تذهبن لجلب الأولاد من المدارس ،  ويزداد الاحترام لها والحسد لزوجها وابنائها كلما قصر طول الفستان والبدي الذي تلبسه وكلما ضاق بنطلون الجينز عليها وفصل جميع تضاريس الجسم ،،،،، عفكرة التناسب هنا عكسي !!

خرج علينا بالامس الاعلام الالكتروني لا بل حتى الاعلام الرسمي منتشيا بأناقة جلالتها التي ذهبت بألباب كل من يحضرون في المنتدى الاقتصادي قي  دافوس بسويسرا !!!
ولا اعلم للان علاقة اناقة جلالتها بمنتدى اقتصادي لدرجة ان تطغى على القرارات الاقتصادية المزمع اتخاذها ، هاظ لو كانت بعرس شو كان صار ؟؟؟
وحقيقة ولانني ولدت " متخلفا " ومن عائلة " متخلفة " لم تألف كل هذه " التفاهات" ، فانني اتوق لمعرفة رأي سمو ولي العهد بأناقة وجمال والدته ، فهل انتشى بهذا الخبر؟؟ ام انه لا زال يتمتع بشيء من الغيرة الا إن كان ليس " نشميا " ،أما فيما يتعلق برأي الوالد فأنا أعرفه جيدا وأحتفظ به لنفسي !!

للعلم فقط ، امي كانت جميلة ، سمراء فارعة الطول  بعيون خضراء واسنان فرق ، الشيء الوحيد الذي كان يعيبها ، انها عندما كانت" ازمة المياه " في السبعينات ، مع ان الازمة امتدت الى الثمانينات والتسعينات والالفين ويبدو انها ستبقى  الى ما بعد زوالنا ،
 اقول الشيء الوحيد الذي كان يعيبها انها حملت يوما " طوس " مي على رأسها وكانت حاملا بشقيقي  ايضا ، فزلت قدمها ووقعت على وجهها ، "فانمرطت " شفتها العليا  ولا زالت " مشنكة " ، كذلك فقد كانت " كعاب رجليها " مشققة من الحصيدة والمشي الحافي لدرجة ان " الحرذون " كان يمكن له الاختباء في هذه الشقوق ، ومع ذلك فامي كانت ترفض عمليات التجميل وشفط الدهون وتكبير الشفاه ، والبدي كير والمنكير ،،،،،
 او هذا على الاقل ما كنت اعلمه عنها ، فانا لم ارها منذ سنوات فلعلها قد تطورت افكارها ولم تعد بذلك " التخلف " المعروف عن عجائزنا !!!

فالدنيا فعلا تتغير فأنا مثلا لم اعد " استعر " من اسم امي فاسمها فاطمة ، وهي ارملة منذ 30 عاما ، لكن لن اتكلم عن عمرها فهذا سر !
واكيد لو اعجب احد يوما بأناقة "مدرقتها " والتطريز الذي عليها سأكون سعيدا تماما مثل سعادة ولي العهد بأمه !!

لكن ورغم ان امي  لا تتمكيج وليس لديها خياطة خاصة ، فهي تمتلك  ماكينة خياطة " سنجر " تطرجل عليها منذ عقود طويلة .
ولم تعمل اي عملية تجميل حتى " لبراطمها " ، الا انني وبصدق اقول لك ، ولو بدك تزعل مني :

أمًي أحلى !!!!