" صاروا يحلفوا بحياته "!
وكان هذا الرجل يمتلك كلبا واحدا فقط يغيره كل حين كما يغير حذائه ، في الحقيقة لقد كان هذه الرجل يا سادة لص محترف ، فهو لا يدخل مداخل اللصوص العاديين من اقتحام للمنازل وخلع للابواب ولبس للقناع ، بل كان يوكل ثلاثة ارباع مهمة السرقة للكلب الذي يمتلكه !!!
لكن كيف ؟؟؟
كان يراقب من شرفة منزله منازل الجيران فيرسل كلبه الى البيت المقصود ، فيدخل الكلب ويبدأ بالنباح ، فان لم يخرج احد من البيت لطرد الكلب علم ان البيت قارغ ، فيدخله من بابه العريض ويسرق ما يجده ويخرج من الباب العريض نفسه موهما بقية الجيران ان دخوله للبيت كان من اجل ارجاع كلبه الضال !!
فان خرج اهل المنزل من البيت لطرد الكلب ، دخل لهم من باب بيتهم العريض ايضا معتذرا عن تصرفات كلبه الحمقاء ، لا بل احيانا يقوم بطرد الكلب ولطمه امام اعين الجيران لاظهار مدى ندمه واستياءه من افعال كلبه .
ثم ما يلبث ان يحضر كلبا جديدا ويراقب بيتا جديدا في الحي لتكرار المحاولة !!!
واهل الحي لا يزالون يحلفون بحياته ، فيستحيل على رجل في اخلاقه الرفيعة وثراءه ان يسرق جيرانه الذين يحب ،
ورغم انه بدل للان 12 كلبا ويبدوا ان الكلب الثالث عشر على الطريق الا ان احدا لم يتسائل يوما عن سر تبديله المستمر للكلاب فهذا كما يعتقدون شأن خاص به وحده !!
وللان لا احد منهم يساوره الشك في نزاهة هذا اللص الظريف ، بل ان الاحاديث الجانبية بين سكان الحي تدور دوما حول هذه الكلاب ومدى شراستها وازعاجها لهم ،
فيما يبدي بعض اخر من سكان الحي تعاطفه لطرد الكلاب السابقة لمجرد انها ضلت الطريق ودخلت بيتا غير بيتها !!!
وهم لا يعرفون اصلا ان لهذا السيد مزرعة تضم كلابا عديدة ، يرجع كل منها لكوخه في دابوق معززا مكرما بعد ان ينجز المهمة !!
احترامي للحرامي
