The Smurfs

٢٠١٢/٠٩/٢٤

بالة سيدنا !!!!

زمان واحنا صغار ونظرا للنعيم الذي  كنا نعيشه نحن واترابنا في حينا الفقير ، كنا نبلش " زن " على الوالدة بدنا ملابس جديدة  لان فلان بنطلونو الوحيد شمر من كثر ما انغسل  ، والاخر ركبته انمرطت من لعب الكرة على الاسفلت  والثالث  " ابو الكتلات " مبارح ظاربينو ومازعينلو القميص ، والبنت مشايتها انخزقت ودخل مسمار في رجلها والرابع بدو جرابين والخامس بوت رياظة نص عمر وهكذا !!!

فكانت تؤجل نزلة  " سوق البالة " قدر ما تستطيع الى ان يتوفر معها مبلغ معقول تستطيع كسوتنا فيه ، ثم تقوم بجر " العر وراها " متوجهة الى المخيم !!!

طبعا في هذه الايام يجب ان تزور عشرة مولات لتقنع ابنك " لمفزلك " بلبسة تعجبو " اما على ايامنا فكان مكان واحد يحتوي جميع احتياجات الاسرة " ولادي بناتي رجالي نسواني " !!

هذا المكان  " البالة "  هي عبارة عن كومة من الملابس " نصف المهترئة " واللي ريحتها طالعة ،  ومجعلكة تقول" مطلعها من ثم كلب" !!!
ومع ذلك فنادرا ما كنا نرجع من هذه البالة ولم نشتر جميع احتياجاتنا ، فكل شيء كان متوفرا من جوز لجرابات وحتى جكيت الجلد !!
في الواقع كانت البالة معين لا ينضب لعدة اعتبارات :

1- ان الجميع مقتنع انه ان لم يشتر من البالة " راحت عليه " لانه لن يحظ  بمكان اكثر احتراما للشراء منه  بسبب سوء الاحوال  الاقتصادية ,
2- انك ان لم تأخذ ما تقع عينك عليه فانك لن تجده في المرة القادمة ، لذلك فلم يكن لموضوع " الذوق " شأن في الاختيار، بل كان الموضوع موضوع ما هو متاح فقط !!
3- رخص الاسعار ، فسعر البالة لا يمكن ان تجده في اي مكان اخر ، حتى ولو بدت لك القطعة غالية نوعا ما .
4- لم يكن الخجل موجودا ايامها ،  فالجميع كان يلبس من البالة والجميع يعرف سعر كل قطعة يلبسها زميلة ، يعني : "الحارة ظيقة وبنعرف بعض " ،،،،،،،
طبعا ان سولت لاحدنا نفسه بالاعتراض على لبس البالة ، فجواب الوالد كان حاضرا دوما :
" ليكون انت ابن حسين بتلبسش من البالة "

ذكرني سوق البالة في الماضي بواقع حكوماتنا هذه الايام ، فجلالة سيدنا " ابن حسين"  له بالته ايضا وليس كما كان يعتقد والدي رحمه الله  ، وجلالته ايضا  يعتقد انها  لا زالت كما في السابق معين لا ينضب ، وانه كلما " دوَر ونبَش  " في داخل هذه البالة  برويه وصبر فأكيد انه سيجد الرجل المناسب الذي يتوافق مع الاوضاع الاجتماعيية التي نعيش  ،

فما عليه سوى " سد انفه " حتى لا يتضرر من الرائحة الكريهة التي تفوح من هذه البالة ، والغوص عميقا داخل " البقجة " وسيخرج حتما بشبشب او حفاية او حتى جوز جرابات يلبي  رغباتة !!!

نسيت ان اقول ان والدتي كانت تنقع " عفش البالة " بماء وملح وقليل من الكاز  حتى تقضي على الروائح الكريهة التي تنبعث منها ، وللقضاء ايضا على العثة - ان وجدت - فيها .

اما سيدنا - وللاسف - فانه لم ينتبه للرائحة او العثة الصادرة من بالته فما ان يختار الرجل المناسب - من وجهة نظرة - حتى يقوم بتلبيسه للشعب دون غسل او نقع ،،،،،

والنتيجة معروفة مسبقا  يبقى الشعب " يهرش ويهرش " كاظما غيظة منتظرا ان يحن عليه سيده بلباس جديد " من البالة ايضا " .

فالشعب مضطر للتعامل مع البالة لانه ببساطة " مش ابن حسين "!!