The Smurfs

٢٠١٢/٠٢/٢٦

الاقصى : وين الملايين !!!

 عندما كنت صغيرا وكما هو حال اغلب مجتمعاتنا العربية ، فان التلفزيون يغلق في البيت طوال فترة العزاء ، اذا ما قضى احد نحبه ،
وعندما كنا " كاطفال" نطالب بتشغيل التلفزيون كانت تتعالى صيحات الاستهجان من الجميع ، لابل قد تقذف " بشبشب الحمام البلاستيكي " او قد تطبع " بصقة " على صباحك من اقرب المقربين لديك، مترافقة مع: انت حمار بتفهمش ؟؟ تلفزيون شو واحنا عندنا عزا !!
بالرغم من اننا كنا نسمع الضحكات تتعالى في جميع ارجاء بيت العزاء ، خاصة بعد ان يتم الدفن ، وكنت اتسائل هل الضحك مسموح في العزاء والتلفزيون ممنوع ؟؟؟؟؟

حال حكامنا كحال اهلنا في بيت العزاء ، فمنذ ان بيعت فلسطين بثمن بخس  وهي كتلفاز بيت العزاء ، فالمطالبة بتحرير فلسطين يرد عليه من قبل الانظمة العربية بضرورة الاستعداد لليوم المشهود الذي يعلمون انه لن يأت ،  فتسلم الشعوب امرها الى ربها وتدفن رؤوسها في الرمال منتظرة لحظة الصفر ، هنا يخرج علينا قادتنا بان تلك الاستعدادات قد استنزفت مواردنا وطاقاتنا وانه لا بد  للشعوب من
" شد الحزام " لان البلاد ستدخل في سنين عجاف طويلة !
تدفن الشعوب رؤوسها في الرمال ثانية منتظرة انقشاع الغيمة ، وتتحول السنين العجاف الى عقود عجفاء  طويلة ، فيتململ الشعب ويخرج عن " طورة " بعد ان نسي قضيته الاساسية فلسطين التي جاع وتعرى ومرض بسببها ، فيخرج مطالبا بحقوقه الاساسية " الاكل والشرب "وهنا يأتي دور
 " شبشب الحمام  والبصقة في الوجه " من قبل ولاة الامر  !!!!
انت مجنون ؟؟؟؟ حرية شو وديمقراطية ايش ومقدساتنا محتلة ، انت بتفهمش ؟؟؟؟

كل الدكتاتوريات التي سقطت والمنتظرة للسقوط غنت اسطوانه فلسطين لشعوبها عبر التاريخ ، وزاد نعيق الانظمة بها في الربيع العربي  ، حتى اصبح الشعب العربي يكره " مجازا"  هذه القضية التي ارتبط طعامه وشرابه وغذائه بها منذ الازل  واصبحت المعوق الاساسي لنهضته وتحرره !!!

الان المسجد الاقصى محاصر والاعداء يتربصون به الدوائر وانظمتنا وبخاصة " الاردن ومصر " اذن من طين واخرى من عجين ، باستثناء شجب واستنكار من وزير خارجيتنا الدائم ناصر جودة ، وبعض الاستنتاجات من ابو ردينه وامتعاض عباس !!!
هذه هي المواقف العربية التي ولدنا وتربينا عليها حتى غزا الشيب مفرقنا ، فهل تستحق هكذا مواقف هزيلة وهزلية ، كل هذه العقود من امتهان كرامة العربي "والدعس "  على رأسه  !!!!

اما على ارض الواقع ، فمن يتصدى لعمليات اقتحام الاقصى نسائنا وعجائزنا وشيوخنا وبعض من الشباب الذي تمكن من الوصول الى الحرم القدسي الشريف ، ولسان حال حكامنا :" اذهب انت وربك فقاتلا ، انا ههنا قاعدون " !!!

لن يصلح الحال ولن تعود الامور الى نصابها ، الا بانتفاضة فلسطينية جديدة ، تقتلع هذه المرة عباس وسلطته قبل ان تفكر في اقتلاع الاحتلال ،
ولن يصلح حال بقية الاقطار  الا بانتشار الربيع العربي ليأتي على ما تبقى من  الاشجار المتيبسة التي لا تظل بشرا ولا تثمر ثمرا ، فلعل من الافضل لها ولنا ان تصبح حطبا تتدفأ عليه الشعوب .

وعظم الله اجرنا واجركم !!!