The Smurfs

٢٠١٢/٠٢/٠٥

احنا شو بدنا !!!!

ها قد مر عام "وطبشة " على الحراك الاردني ولم يتغير شيء في البلد سوى هروب شاهين ورجوعه للاردن والاقامة الجبرية للذهبي واعتقال العبادي وسجن حارق صورة جلالته عامين كاملين ، وهروب عوض الله الى اميريكا  ، وانتحار بعض من اليائسين من الحياة في بلد الامن والامان  واخيرا الاحتفالات بعيد ميلاد سيدنا وهو الحدث الاهم في منطقة الشرق الاوسط وما صاحبه من غزارة في انتاج متعب الصقار وعمر العبداللات من الاغاني الوطنية التي ستدر اموالا طائلة على الخزينة في ظل هذا الركود الاقتصادي  الكبير  ،  ولعل انشغال العالم باسره بعيد ميلاد ابو حسين  سهل على فلول نظام مبارك  السابق ارتكاب مجزرة بور سعيد ، وقيام  بشار بمجازر في مدينة حمص  حصدت المئات  !!!

مللت من الكتابة عما يحدث في وطني الاردن،  فما يحدث - وبصدق - يندى له الجبين ، فنحن الشعب العربي الوحيد الذي لا يعرف ما يريد ، ففي المظاهرة الواحدة او الاعتصام الواحد تجد اطيافا لا تعد ولا تحصى من البني ادمين ،
فهذا الشاب خرج اعتراضا على نتيجة التربية الوطنية في التوجيهي ويطالب باعادة الامتحان ، وهذه الزمرة  من طلاب الجامعات خرجت معتصمة لمنع العميد من دخول الجامعة ، وهذا يطالب بحقه بالوظيفة بعدما تم سرقة دوره في ديوان الخدمة لعشرات السنوات ، حتى بات كهلا قبل ان " يطق طقة " على رأي امي ، وهذا السائق قد خرج مطالبا برفع تعرفة عداد التكسي الذي يعمل عليه ،  وتلك  الفئة خرجت للمطالبة بالغاء ضربة الجزاء الثانية للفيصلي ضد الوحدات ، والفيصلى والرمثا عجبوا على بعض بعد فوز الرمثا ، والمدرسون لا يريدون العودة للعملية التعليمية قبل هيكلة ما تمت هيكلته ، والمتقاعدون العسكريون يرفضون الزيادة المذلة التي منحتها لهم الدولة ، والاخوان يغردون خارج السرب ، والجار يؤذي جاره ، والشوارع تغلق والسيارات تكسر والبلطجية هم الرابحون ماديا في ظل البطاله المتفشية في المجتمع ، فهم الفئة الوحيدة التي تقبض " كاش موني " وقبل بدء العمل ، يعني "شغلهم عالمضمون"!!

انا شخصيا لا اعترف ولا ادعم ولا احبذ اي حراك يكون القصد منه منفعة شخصية او فئوية ، ايا كان الظلم الواقع على هذا الشخص او تلك الفئة ، فطالما ان الحراك على مستوى الدولة فيجب ان يرتقي ليصبح همه الاول وشغله الشاغل هو الدولة الاردنية ،
فبعد ان تتم محاربة الفساد والقضاء عليه وارجاع الاموال المغتصبة الى خزينة الشعب ، والاقرار بان الشعب الاردني شعب واع يستطيع حكم نفسه بنفسه وليس بحاجة لوصاية من احد ، عندها بستطيع كل ان يتقدم بمظلمته لدولة القانون التي تعامل الناس بالتساوي ،

فنحن ضد التطرف من اي كان ، ومهما كان موقعه ، ولا اقصد هنا بالتطرف " الاسلاميين " بل اقصد كل من تسول له نفسه بالعبث بهذا النسيج المجتمعي الذي اصبح - شئنا ام ابينا - امرا واقعا لا نستطيع انكاره او تبديله .

هناك من يعتقد مخطئا ان السياسة هي ان تكون ضد رأس النظام " على طول الخط " وبهذا تحظى بتأييد المعارضين وتصبح عندها بطلا قوميا ، وهناك من يعتقد ان السياسة هي الارتماء في حضن النظام والدفاع المستميت عنه ، والحالة الثانية هي الاسهل والمضمونة العواقب :

فعويدي العبادي من وجهة نظري وهو يمثل الحالة الاولى هو شخص متطرف  ، ويعتبر من اوائل من دعى الى الفتنة في البلاد ، اذ كيف يعقل ان تعادي نصف الشعب الاردني من الغربيين ، ثم لا تعترف بالشركس وتصفهم بالقلة المتنفذة واخيرا تتقدم للملك بطلب الرحيل وان الزيارة " قد انتهت " !!هل هذه شجاعة ام غباء سياسي مفرط؟؟؟؟ 
 ويحيى السعود والذي يمثل الحالة الثانية الاسهل والاقرب للشهرة وتولي المناصب هو متطرف ايضا حتى ان الملك لو اقر يوما انه اخطا في قرار ما ، لانبرى له هذا السعود مدافعا عن خطئه !!!

نحن امة القران التي قال الله فيها " وكذلك جعلناكم امة وسطا " فالحاكم بشخصه لا يعنيني اكان عبدالله الثاني او عويدي العبادي ، ما يهمني ويقلقني ويقلق كل اردني هو ان نصل  بهذا البلد الى بر الامان ، دون التنازل عن الخطوط العريضة التي نطالب بها مهما كانت التضحيات ، فالوطن  ومقدراته اولا  ، ثم بعد ذلك يأتي الوحدات والفيصلى  والراتب ومدير المدرسة وعداد التكسي والطالبة الجامعية المستجدة " السنفورة " التي تسببت بحروب قبلية كداحس والغبراء .

ليسأل كل منا نفسه قبل الخروج الى المسيرة ، ماذا اريد ؟؟؟؟ فان كان ما يريده امرا عاما في صالح الوطن والمواطن فليخرج ، والا فليبحث عن ثلاثة شركاء اضافيين للعب برتية شدة في هذا البرد القارص.
وهيك بيرتاح وبريح !!!