The Smurfs

٢٠١٢/٠١/١٨

انظمتنا ،،، تخاف متختشيش !!!

 لم يفهم زين العابدين الا بعد فوات الاوان ، وطالب حسني مبارك بفرصة للتغيير والاصلاح ، وطالب القذافي بالتفاوض مع من وصفهم بالجرذان في وقت سابق ، وعلى صالح يستميت في سبيل  عدم الملاحقة القانونية ، وبشار لا زال في مرحلة التوعد والوعيد ، وقريبا سوف "ينخ " ويستجدي المفاوضات مع المعارضة الباسلة، ومن يدري لعل الروس يكونون هم الوسيط بعد ان كانوا الحليف الاستراتيجي!

هذا هو طبع انظمتنا العربية خائفة متوجسة، تحرق الاخضر واليابس في سبيل مصالحها دون ان تلقي بالا للشعوب المقهورة التي ترزح تحت نيرها منذ عقود .
ولو ان اي نظام من الانظمة التي سقطت وستسقط قريبا منحت الفرصة من قبل الحراكات الشعبية في بلادها ، لربما تجاوز اعداد القتلى والجرحى والمعتقلين اضعاف اضعاف ما شهدته وتشهده الساحة اليوم ، فالوضع بين الشعوب والانظمة اشبه بلعبة شد الحبل ، فما ان تقوم الشعب بالشد حتى يطأطيء النظام رأسه متوسلا بفرصة اخيرة ليحقق للشعب مبتغاه ، وما ان يرخي الشعب الحبل ويعود لبيته حتى يقوم النظام بالشد وجرجرة كل من سولت له نفسه بالعبث مع النظام الى مهاوي الردى .

ولعل من ابرز مظاهر هذه اللعبة ما حدث ويحدث الان في الكويت تلك الدولة الديمقراطية - مقارنة بالديكتاتوريات  الاخرى -.
فلقد خرج الكويتيون للمطالبة ببعض من حقوقهم المسلوبة ، شأنهم في ذلك شأن بقية الشعوب العربية مستغلين الربيع العربي القائم ، وكان من بين الخارجين على النظام الكويتي "البدون" ، فهم شريحة لا يستهان بها من المجتمع الكويتي غالبيتهم ولدت في الكويت بل لعل الكثير منهم ولد ابوه او جده فيها ايضا .

وبعد ان خرجت السيطرة على هذا الحراك الشعبي من يد النظام  ، طالبت الحكومة الكويتية من البدون عدم الخروج واعطاء الفرصة للحكومة للعمل على حل مشكلتهم جذريا بعد ان بقى ملفهم  في ادراج ال الصباح طوال عقود طويلة ،
سعد " البدون " وظنوا ان مطالبهم ستتحقق اخيرا ،  ولم يدركوا خبث النظام وكذبه فانظلت عليهم الحيلة .

الان وبعد ان خفت تظاهرات البدون ، واعتقل النظام الكويتي رؤوس الحراك والمحرضين على الخروج للشارع ، وبدلا من ايفاء النظام بوعوده ، نكص على عقبيه -كعادة انظمتنا كافة-  ، واخذ يلوح بتسفير كل من خرج في التظاهرات بل وفصل كل من قام احد افراد اسرته او اقربائه من عمله،  ظانين ان هذا الفعل سيلجم " البدون " كما لجمتهم لقمة العيش والاحساس بالدونية لعقود طويلة ، وبهذا يعود الهدوء من جديد للشارع الكويتي ، ويغلق الدرج على هذا الملف من جديد وربما الى الابد .

كلنا كان يعرف ان الرجوع عن الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا يعد انتحارا للشعب باسره ، ولعل رجوع البدون الى بيوتهم كان انتحارا بالنسبة لهم ، فقد كانوا الخاسرين على مر الزمن وسيبقون الخاسرين الى ان يزول النظام  الحاكم .

لكني ابشركم ايها البدون بأن النظام الكويتي لن يستطيع ابعاد شخص واحد منكم عن الكويت فلو انه يستطيع لعمد لهذا الفعل منذ زمن بعيد اذ كيف سيقوم نظام بابعاد اشخاص لا يملكون اوراق ثبوتية الى اي بلد كان ؟؟؟؟ ثم اي بلد هذا الذي سيستقبلهم ؟؟؟

انصح جميع الاخوة البدون في الكويت ، وانصح الاردنيين في الاردن والسوريين وجميع الشعوب العربية الثائرة بالبقاء في الشارع لحين تحقيق مطالبهم فكلما زاد ضغط الشارع خارت قوى الانظمة ، وكلما تراجعتم بهدف اعطاء فرصة كلما تعافى النظام وازدادت قوته وعاد لبطشه من جديد ،

اصبروا يا بدون الكويت ، فكل انسان عربي هو "بدون"  مثلكم ، رغم امتلاكه لاوراق ثبوتية تثبت مواطنته ،
عدا ذلك " فكلنا في الهوا سوا "  !!!