عندما تحدثنا منذ " قرون" حتى طلعلنا قرون عن شركة
" بلاك ووتر" للمرتزقة المساهمة العامة المحدودة – فرع الاردن، اتهمنا الكثيرون بأننا نحمل اجندات خارجية ، واضطررنا للتصفيق بيدينا الاثنتين ، لنبرهن لهم اننا لا نحمل اي اجندة ، ومع ذلك قالوا اننا ربما وضعنا الاجندة
" تحت اباطنا " اثناء عملية التصفيق . بل ان البعض اقترح ان يطبق علينا قانون " البخيت " لقطع الالسن ، لافترائنا على نظامنا الاردني بدون دليل!!!.
الان وبعد ان" ذاب الثلج وبان اللي تحته " عرأي امي ، وبات من المسلمات ارسال "مرتزقة " من قوات الدرك الاردنية للبحرين لقمع المظاهرات المطالبة بالتحرر انقسم الناس الى قسمين :
قسم يعارض التدخل الذي من شأنه ان يخمد احدى ثورات الربيع العربي وقسم يرحب بالفكرة ، الا ان اي منهما لم ينظر ويحلل ويمحص الموقف نفسه وهو ارسال قوات اردنية لهذا البلد العربي ، فتلك بلاد لا ناقة لنا فيها ولا بعير قلماذا لم يأخذ النظام الاردني موقفا مشابها لموقفه من الثورات الاخرى ؟؟؟ ولماذا قرر التورط في هذه الثورة تحديدا ؟؟؟
ان فكرة ارسال جندنا هنا وهناك ليست وليدة اللحظة ولم تكن يوما نتاجا للربيع العربي ، انما هي عقيدة راسخة وممنهجة لاستغلال طاقات الاردن البشرية الى اقصى درجة ، فالنظام لا يكفيه ان يسلب حقوق شعبه ويجوع ابناءه ويقمعهم ويذلهم ، بل انه يرمي الى تصديرهم وجني الارباح من وراء رميهم في تلك البؤر الملتهبة في العالم ابتداء من افغانستان وصولا الى البحرين ، والله اعلم الى اين مستقبلا !!!
ولمن لا يعلم اقول: ان انشاء كلية عسكرية في احراش عجلون ما هو الا البداية فقط ، وان هذه الكلية لن تحمل من كلية سانت هيرست البريطانية الا الاسم فقط ، فما هي في حقيقة الامر الا معسكرا لتدريب قوات "البلاك ووتر " من اردنيين وغير اردنيين " ليتم بيعهم مستقبلا في سوق النخاسة العربية والدولية لكل دولة تنشأ فيها احتجاجات على الانظمة الحاكمة فيها !!
فلقد باتت عملية تأجير المرتزقة في ظل الظروف التي تشهدها منطقتنا تدر ارباحا طائلة تفوق ارباح بيع النفط والغاز ، وحيث ان الاردن يحتل المرتبة الاولى عالميا من الاحتياطي البشري
" اللي قاعد عواطلي لا شغلة ولا عملة " فالمتوقع ان يكون لنا شأن عظيم في المستقبل القريب .
وما تنقلات الملك المكوكية بين المحافظات لتجنيد اكبر عدد ممكن من ابنائها الا البداية فقط ، ونتيجة للاقبال المتزايد على قواتنا ودركنا فقد تقرر اعادة تجنيد الالاف من المتقاعدين العسكريين وارسالهم للخليج ليكونوا حرسا شخصيا لامراءه وشيوخه وقوادا لفرق الموت الاردنية مستقبلا ،،، فالمساعدات السعودية التي تنهال على الاردن في هذه الفترة هي في الحقيقة ليست مساعدات اخوية كما يظن البعض وكما يحاول نظامنا الترويج له ، فما هي الا دفعة من دفعات كثيرة قادمة نتجت عن احلال القوات الاردنية في البحرين محل القوات السعودية التي لم تشأ التورط في ثورة البحرين ، اما نحن
" فأبوك يالموت ،،،، قدها وقدود " !!!
لماذا نعيب على قوات الامن والشبيحة في سوريا قتل المتظاهرين صباح مساء ولا نعيب على قواتنا قتل واعتقال وتعذيب البحرينيين ، بحجة انهم – على رأي البعض ممن يؤيدون التدخل الاردني في البحرين - يقفون في وجه المد الايراني الشيعي ،،
اقول لهذه الفئة : من حق الشيعي والكردي والمسيحي والارمني وأي طائفة اخرى ان تحظى بحياة كريمة على تراب وطنها ، وليس من حق اي كان اي يسلبها هذا الحق في تقرير مصيرها خاصة ان كانت قوات من الخارج ، فقد ان الاوان لبناء انظمة مدنية يحظى فيها كل مواطن عربي بمواطنه حرة وكريمة مهما كان عرقه وطائفته ودينه ،،،، فان كنا نحن المسلمين " خير امة اخرجت للناس " لا نتقبلهم فكيف سيتقبلنا الغرب ؟؟؟؟
هذا هو الحال اليوم ايها لاردنيون ، ابناؤكم يحاربون وسيحاربون عن الغير ومن اجل الغير ، ولا استبعد ان تكون بعض قواتنا تحارب الى جوار القذافي في نفس الخندق ، طالما ان ما يحركنا هو المال ولا شيء غيره ، فالقذافي يرقد على جبل من الدولارات !!!
لكن اخشى ما اخشاه ان نجد قوات دركنا الاردني يوما ما في ساحات الاعتصام في " تل ابيب " لقمع المتظاهرين ،
وبهيك بنكون ضربنا عصفورين بحجر واحد وحققمنا الحسنيين معا ، منو جهاد ضد اليهود ومنو دولارات في جيوب ازلام نظامنا ،،،،
