لو كان النواب منتخبين بالفعل من قبل الشعب الاردني لكانوا من باب اعادة انتخابهم من قبل الشعب في المرات القادمة ، قدموا شيئا ولو يسيرا يتذكرهم به هذا الشعب المغلوب على امره ، ولكنهم يعرفون حق المعرفة انهم فاسدون معينون تعيينا ممن هم اشد منهم فسادا واكثر جمعا ، فهم - والحق معهم - لا يدينون بأي فضل للناخب الاردني لذلك فليس له الحق بمطالبتهم بأي شيء ، فما هم الا خدم بل عبيد لاسيادهم الذين اتو بهم .
فهل رأيتم قط مجلسا منتخبا من قبل شعبه يصادق على تعديلات دستورية لم يشارك هو في وضعها - وهو المشرع الوحيد - للدولة ؟
هل رأيتم يوما مجلس نواب يصادق ويبصم "بالعشرة "على حل برلمان انتخب من قبل الشعب بأمر من رئيس وزراء المفترض أن المجلس هو من اتى به؟؟
هل رأيتم يوما مجلسا يصر على عدم الغاء المحكمة العسكرية التي يقدم لها كل من " يفغر فاه " من ابناء الشعب المدني ؟؟؟
هل رأيتم مجلسا يدافع عن حكومة فرضت علية ولم يأت بها ، اكثر مما تدافع هي عن نفسها ؟؟؟
هل رأيتم يوما مجلسا يغيب عن كل جلسة منه ما يقارب الثلاثين نائبا حتى اصبحنا بحاجة الى تعديل دستوري يشترط حضورالنصف+1 بدلا من ثلاثة ارباع المجلس لاكمال النصاب ؟؟؟؟
في لوقت الذي يصادق فيه بالاجماع على الراتب التقاعدي مدى الحياة للنائب !!
هل رأيتم نائبا يصف منتخبيه من الشباب " بممعوطي الذنب " ؟؟؟؟ فان كانت اذنابنا قد " معطت " فهذا دليل على اننا لم يعد لنا
اذناب فهنيئا لكم بأدنابكم " غير الممعوطة " والتي لا زلتم تحركونها يمنة ويسرة حسب مصالحكم .
نظامنا الاردني يستغل مجلس نوابنا الهزيل قبل ان " ينفرطعوا كخرز السبحة " على رأي امي ، ويذهب كل في طريقة ، يستغله الى اقصى درجة ممكنة من تمرير قرارات وسن قوانين ما انزل الله بها من سلطان، للحفاظ على مكتسباته وحماية فاسديه ، فهو لا يعلم ما يخبيء له القدر ، وهذه الايام هي ايام عمل منقطع النظيربالنسبة له ، فالفراغ من المصادقة على التعديلات الدستورية يجب ان ينتهي في اسبوعين اسبوع في مجلس النواب واخر في مجلس الاعيان .
ترى لو كانت هذه الاصلاحات هي ما طلبه الشعب الاردني هل كانت لتتم بهذه السرعة؟ ام كانت ستأخذ شهورا وربما سنوات كما قال حسني مبارك وبشار الاسد من بعده، بحجة ان التعديلات الدستورية " ليست سلق بيض ؟؟ مع انها اسهل من ذلك .
اخر افلام مجلسنا غير الموقر ، اقرارة في قانون مكافحة الفساد - مع ان العنوان - لا يتناسب مع مضمون القانون ، حيث تقتضي المادة 23 من هذا القانون بتغريم كل من يذكر اسم اي فاسد من الفاسدين الشرفاء التي تغص بهم الساحة الاردنية ، فالفاسد اصبح يسرق على استحياء بسبب
" طول لسان الشعب " واصبحوا يبتلعون اموال الناس " مع غصة في حلوقهم " ، فلم يعد " البزنس " في الاردن بالاريحية التي كان عليها في السابق ، فالدب الاردني قد افاق من سباته الشتوي ، وسوف لن يسمح لهم باستباحة ارضه وسرقة وبيع جراءه منه ، وعلى رأي المصريين " العيال كبرت " وستنتزع حقها انتزاعا منكم ، حتى لو كانت " ممعوطة الذنب " !!!
واتسائل هنا : لماذا لم يصادق المجلس على قانون " العمري " بسحب الجنسية الاردنية من
" فاضيين الاشغال " و "المرضى النفسيين" الذين يخرجون للشارع ولا يعرفون ما يريدون ،
ولماذا لم يصادقوا من قبل على قانون" البخيت " لقطع الالسن ؟؟؟؟
الطريف ان النظام سيستفيد من هذا القانون على وجهين :
الاول : ان الالسن - وكما يعنقد - سوف تكف عن ذكر الطبقة الفاسدة ، وهذا سيتيح لهم معاودة النشاط الاستثماري من بيع للبلاد وسرقة لقوت الشعب مما سيحقق فائضا ماليا له .
والثاني : انه في حال تجرأ احد على سب " الهة الفساد " فانه سيغرم مبلغا طائلا سيصل الى 60 الف دينار ، وهو بحد ذاته يعتبر دخلا لا يستهان به ،اما سحب الجنسية وقطع الالسن فلا يحققان اية عوائد مادية !!!
لكن السؤال الذي لا زال يحيرني هو : الى اين ستذهب هذه المبالغ ؟؟؟ الى حيث ذهبت المنحة السعودية ام الى حيث ذهبت اموال المنحة النفطية الكويتية ؟؟؟
سبحان الله نظامنا دائما مستفيد ، وعلى رأي امي " بموّت جمل منشان اعشّي واوي " !!!
ترى هل " سينخ " الجمل الاردني ام انه سيدوس الواوي بخفه ويقضي عليه ؟؟؟؟
