قد يقول قائل ، ان احترام سفارة دولة على ارض مصر هو من احترام الدولة المصرية نفسها ، ورغم انني اتفق مع هذا الطرح الا انني سعيد بما حدث لعدة اسباب :
السبب الاول : ان هذه هي الصفعة الثانية التي تتلقاها اسرائيل في غضون اسبوع بعد صفعة اردوغان في مطلع الاسبوع المنصرم ،
السبب الثاني : ان اقتحام السفارة وفرار السفير الاسرائيلي جاء في وقت الفراغ الحكومي ، فما الحكومة الحالية الا حكومة تصريف اعمال ، لذلك اقول للمتخوفين من هذا الفعل : اطمئنوا فلن يحدث شيء ، لن تقوم البارجات الامريكية بقصف القاهرة من البحر المتوسط ، ولن تدمر الصواريخ الاسرائيلية الطائرات الحربية المصرية على ارض المطار في ثلاث ساعات ، ولسنا بحاجة " لخورتشوف " روسيا ليضرب بحذائه طاولة مجلس الامن لتنسحب اسرائيل من القاهرة ،،، فكل ذلك لم يكن الا خزعبلات وتخويف لنا من عدونا الذي لا يقهر ليبقى شبح رهبتهم مسيطرعلينا ، ليزداد بطش حكامنا بنا عند مطالبتنا لهم بحقوقنا، فهذه المطالب تلهيهم عن ام المعارك بالنسبة لهم " تحرير فلسطين " التي - يا حرام - كرسوا لها الوقت والجهد والمال في انتظار ساعة الصفر - والتي لن تأت ابدا - للانقضاض على العدو ورميه في البحر !!!
يجب على اسرائيل ان تعرف انها حتى لو كانت الفتى المدلل لاميريكا فهي لن تكون كذلك بالنسبة لنا ، فهي عدونا الاول وستبقى العدو الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وما كامب ديفيد و وادي عربة الا اتفاقيات رجال اعمال لم تعننا يوما ولن تعنينا كشعوب حرة مهما طال الزمن .
لكنه سائني ما الت اليه الامور بعد الاقتحام ، وعلمت ان وراء الاكمة ما وراءها وتذكرت قولة حسني مبارك المشهورة " اما ان احكم واما ان تعم الفوضى " !!!فمنظومة حسني مبارك لا زالت تعمل في الخارج ولا زال هناك من مناصرين حتى لو قبع مبارك وابناؤه في السجن ، فالكثيرون يميلون لمن معه المال ويحركهم كيف يشاء حتى لو كان خلف القضبان ، ولا ننسى ان الحزب الوطني الحاكم كان يضم ما يقارب الثلاثة ملايين عضو نصفهم ان لم يكن اغلبهم كانوا من المنتفعين من جمال وعز والعادلي ومن هم على شاكلتهم ،
ولعل من اكبر الشواهد على ذلك جماعة " ابناء مبارك " من البلطجية التي تتواجد ايام المحاكمة خارجة المحكمة وتعتدي على الناس ورجال الامن ، فكل له بلطجيته وكل له شبيحته !!
ولئن كان المنفذون لعملية الاقتحام هم من بلطجية مبارك - في ظل نفي حركة 6 ابريل التواجد عند السفارة وعدم مشاركة الاخوان باعتصام يوم الجمعة اصلا - اقول ان كان المنفذون من جماعة مبارك لكي يشيعوا الفوضى في البلاد فليعلموا انهم قد نفعوا الثورة وخدموها خدمة جليلة من حيث لا يحتسبون ، فلقد حصل ما كان يتمناه كل مصري وعربي شريف ، فالسفير اصبح في الباي باي !!
حزنت كثيرا على رجال الامن الذين لم يدروا ما يصنعون في خضم المواجهات ، فعند رؤيتي لهم يتخبطون ويطلقون الغاز المسيل للدموع ويكرون ويفرون وهم اشد خوفا من المتظاهرين انفسهم ، تذكرت حال المدرس الاردني ، الذي جرد من كل صلاحياته فلا يستطيع الضرب او الفصل او الشتم او حتى مجرد ازدراء الطالب المشاغب لعدم جرح مشاعره حسب مناهج التربية الحديثة ، وبات مجردا من كل اسلحته ،، يواجه طالبا " نمرودا " بكامل عدته وعتاده ، ورغم ذلك فالمطلوب منه ضبط الصف وفرض احترامه على الطالب ، لكن كيف ؟؟
كيف يمكن لشرطي جرد من صلاحياته ان يفض احتجاجا او يعتقل مخربا من دون "أكم كف اوهراوة" فهم بالكاد يدافعون عن انفسهم؟؟؟؟ ام اننا كشعوب عربية مورس عليها القهر ردحا من الزمن اصبحنا كما تقول امي " نماريد " والواحد اول ما بشطح بينطح !!!
ان متابعتنا للثورات العربية وما يحدث فيها من هرج ، وقسوة حكامنا الذين يتشبثون بعروشهم حتى النفس الاخير مهما كانت العواقب وخيمة حتى لو كان ذلك على حساب الشعب كله ، وحيث ان الشعب هو الخاسر الاكبر في النهاية ، حتى لو نجحت ثورته ،
فانني اتوجه الى سيد البلاد ابو حسين برجاء ان " يقسم البيدر من النص " ويعطينا ما سلب من حقوقنا وليبق لقاء ذلك ملكا معززا مكرما ، فليس الهدف اشخاص بعينهم ، فما نريد الا الاصلاح ما استطعنا ،
وخليك مثال يحتذى في المنطقة يا سيدنا ، ولنري العالم ان الربيع العربي يمكن ان يجتاح بلدا ما دون ان يجعل عاليها سافلها ،،،،
الم تثبت اساليب من سبقك انهم فشلوا فشلا ذريعا في التعاطي مع شعوبهم ، فلماذا لا تثبت لهم
- رغم حداثة عهدك بالملك - انك الاذكى والاكثر حكمة !!!
اللهم سلم الاردن من الفتن ما ظهر منها او بطن واطمس على اموال الفاسدين من اهله واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ،
اللهم امين
