" الفايط في العايط نقصان من الاعمار" وانا بصدق لا اعرف معنى هذا المثل ولكننى بالتأكيد اعلم انه يقال في هكذا مناسبة ،،
صرعتونا بدولة الامن والامان التي بنيتم لنا ، فان جعنا ، قلتم ان الامن والامان اهم من الغذاء وان عطشنا فالامن والامان يتصدر الموقف ، وان طالبنا فقط ان ترخوا قبضات امنكم عن حناجرنا لنستطيع التنفس لا الكلام ، بادرتمونا بامنكم وامانكم !!!
بدي اعرف وين الامن والامان الذي تتشدق به اجهزتك الامنية ودركك ومخابراتك ؟؟؟؟ ام لعلكم تقصدون امنكم وامانكم انتم ومن والاكم ومن هو تحت عبائتكم !!! ان كان هذا فقد صدقتم ، لان امننا تعرض ولا زال يتعرض للاستباحة من جهاز امنكم الرابع " البلطجية اوالزعران " وبالتالي اصبحنا بلا امن ولا امان ولا مأكل ولا مشرب ولا مأوى فماذا تنتظرون من شعب سلبت منه كل هذه الحقوق؟
سمعت بالامس هتافات جديدة انتاج اردني بامتياز وهي الاولى من نوعها في الشارع الاردني وهي :
" الشعب يريد اسـ اسـ .......... فهمتوا ولا نكملها " وياريت يا سيدنا تجيب الجهابذة من مستشاريك لتفسير هذا الهتاف وتحليله لك ، ان كانوا فعلا قد فهموا الرسالة .
منذ وقت قريب كان الصغير والكبير يتجنب اقحام جلالتكم في الحراك والهتاف ، وكان يقتصر الامر على المغالاة - التي ليس لها داع - في تحميل رئيس الحكومة ما يتحمل وما لا يتحمل لابقائك بعيدا عن الصراع ، لكن حكومتكم الذكية ومستشاروك العباقرة والفاسدون من حولك اصروا على اقحامك في خضم هذه الاحتجاجات من باب " على وعلى اعدائي " ، فهم لن يقبلوا سقوطهم وحدهم وتعرضهم وحدهم للمسائلة ، فزجك في هذه المأساة يوفر لهم الحماية ويبقي الوضع على ما هو عليه ،
حتى بت انت شخصيا - وانت الداعي للاصلاح - كما كنت تقول المتخوف الاكبر منه لما يبثوه فيك من سمومهم ، وابعدوك بالتالي عن الشارع وعن الشعب،
والله يرحم المسافة الواحدة التي كانت بينك وبين كل فرد من افراد الشعب ، فقد اصبحت هذه المسافة وفي وقت قياسي فراسخ بل اميال يا سيدنا .
ان كان حرف الاس قد خرج من افواه الاردنيين بعدما يقارب العشرة اشهر ، فانني ابشرك بأن
ال " قاط " قد لا تأخذ بضعة ايام فلا تعتمد على عامل الزمن ، وان خرجت " اسقاط " كاملة من تلك الافواه فسرعان ما ستصبح " على كل لسان " على رأي امي ،
ان ما حدث بالامس من اعتداء على خيمة المعارضة في بلدة ساكب في محافظة جرش ، ليس مستغربا من اجهزتكم الامنية ، ولكنه قد يعتبر نقطة تحول في هذه المسيرات التي اتصفت بالسلمية والموالاة لك طوال هذه الاشهر ، وقد تكون ساكب سيدي بوزيد الاردن .
الشعب الاردني كله سواء يا ابا حسين ، وليس عندنا " خيار وفقوس " كما يحب للبعض من رجالاتك ان يروج ، وبالتالي فحماية ليث شبيلات غير كافية ، فالعشرات الذين اصيبوا وتم اسعافهم ليسوا ابناء البطة " السوداء " ولسوا مواطنون من الدرجة الثانية !!!
انا لا اريد ان اتحدث عن من قاموا بالهجوم ولا عن رعاة هذا الهجوم ولا الاسباب التي دعت له ، فهذه اسباب واضحة وباتت امي " الغير مسيسة تعرفها " لكنني اريد ان اعرف فقط ،
كم " ازعرا وسرسريا " تم القبض عليه بعدما حدث ما حدث ؟؟؟ لا احد بالطبع فيستحيل ان تعتقل الحكومة من قدمت لهم الاموال لقاء هذه الخدمة فهؤلاء هم " رجالك يا ابو حسين " كما يقولون ،
وانا على يقين تام انه سيتم تناسي الموضوع كما تناسيتم موضوع العشرة الذين اعتدوا على مكتب وكالة الانباء الفرنسية ، وكما تناسيتم التهديدات التي تلقتها رندة حبيب ، في الوقت الذي يتم فيه اعتقال افراد على اعتبار ما كانوا سيقومون به مستقبلا من تخريب .
ابو حسين ، بلغ السيل الزبا ، وشعبيتك باتت كماء في قربة "مخزوقة" وقريبا سوف تفرغ هذه القربة ولن تجد من يحبك او يتعاطف معك ، فلقد ارادها الشعب سلمية واردتموها امنية ، واراد ابعادك عن الحراك فزجوا بك بيننا ، وبما انك سيد للبلاد ، فانت المسؤول امام الشعب الاردني عن كل ما حدث وسيحدث ، فنحن اصلا لا نعترف ببخيت ولا رقاد ولا مجالى ولا احد ، فقد مللنا من تسمية الاشياء بغير مسمياتها ، وليعرف الجميع ان حقنا عندك انت يا جلالة الملك ، فلك ان تقبل ولك ان ترفض ، فوازن بين نتائج قبولك للاصلاح والتفاف الشعب حولك وبين نتائج الرفض وانقلاب الشعب ضدك ،،
ونرجوا الاسراع في اتخاذ القرار لانني على يقين بأنه النداء الاخير قبل العاصفة ،
عندها لن ينفعك دركك ولا مخابراتك ولا البلاك ووتر كلها ، الا ان اتيتنا بقلب سليم ،
