The Smurfs

٢٠١٢/١١/١١

شو راي جلالتك؟؟؟

للاسف  شعار نظامنا وحكوماتنا المتعاقبة  " اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس " ، فهم يعرفون ان المواطن يستهجن اي خبر يصدر عن الحكومة ولكن مع تكرار هذه الخبر عشرات المرات في وسائل الاعلام فان اذن المواطن تألف هذا الخبر ومع تكراره اكثر واكثر يقتنع ثلاثة ارباع الشارع الاردني به ويعتبرونه حقيقة لا بل من المسلمات !!!

يطالب عبدالله النسور  " المشحرين " بوقفة شجاعة في وجه الازمة الاقتصادية التي تعصف بالمملكة ، وهو لا يعرف ان ازمة هؤلاء " المشحرين " لم تبدأ اليوم ، ولن تبدأ بتعويم اسعار المحروقات بل هي قديمة قدم هذا النظام الذي لم يرقب فينا الا ولا ذمة !!!
فالحكومات تدعي كذبا  انها تدعم المحروقات في الاردن ، والمواطن " الساذج " حتى من بعض الحراكيين يطالب بعدم رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية ، اي انه يقر ضمنا ان الحكومة فعلا تدعم هذه المشتقات !!! وهذا سببه بالطبع كثرة الكذب من طرف الحكومة .

لبنان يا ساده لا تمتلك مصفاة للبترول وهي تستورد البنزين " جاهزا للبيع " الى اسواقها ومع ذلك فالاكتان 98 يباع على الاراضي اللبنانية الان ب 24$ / تنكة  والاكتان 95 ب 22.8 $ للتنكة مع الضرائب لحكومية ،  اي ارخص او قد يساوي احيانا
- بحسب سعر السوق - سعرة في الاردن ، بس طبعا دون " تحميل جمايل " من الحكومة اللبنانية بأنها تدعم البنزين .

بما انني  لا اعترف لا بنسور ولا بطراونة ولا ببخيت لانهم ببساطة لا يمونون على شيء ، وبما انني  كما تقول امي :
" زي العنزة الجربة ما بشرب الا من راس النبع " !! فانني سأتوجه  لسيد البلاد  بهذا الاقتراح وهو بالمناسبة ليس بجديد لكن ،
 لعل وعسى !!!

ان استهلاكنا من النفط يقارب ال 170,000 برميل يوميا " حسب الحكومة " منها 17,000 مقدمة من العراق يأسعار تشجيعية " حسب الحكومة "  والباقي من السعودية والامارات بأسعار اقل من سعر السوق " حسب الحكومة ايضا " !!!
وهنا لن اقوم بالمجادلة ان كانت الحكومة تربح او تخسر من بيع المشتقات النفطية ، ولكنني سأدخل بالموضوع على طول :
17,000 برميل من العراق  = 2330 طن        لان  1 طن = 7.3 برميل
2330 طن * 32 دينار كلفة نقل الطن الواحد من الحدود العراقية للمصفاة  = تقريبا 75,000 دينار في اليوم ، ومن لم يصدق فليسأل شركة " الذنيبات "  للنقل !!

153,000 برميل من السعودية = 20,960 طن
20,960 طن * 15 دينار للطن الواحد من العقبة للمصفاة = 315,000 دينار في اليوم

وبجمع  الاجور اليومية 75,000 دينار من العراق  + 315,000 دينار من العقبة = 390,000 دينار يوميا
390,000 دينار يوميا * 365 يوما في العام = تقريبا 143 مليون دينار في العام اجور نقل للنفط !!!!

تخيل يا سيد البلاد اننا ننفق ما يقارب ال 150 مليون دينار سنويا فقط لنقل النفط ؟؟ اي اننا انفقنا ما يقارب ال 2 مليار دينار  في عهدك فقد ؟
ترى كم كان سيكلفنا مد انبوب من ميناء العقبة الى مصفاة البترول في الزرقاء ؟؟؟؟ وكم كان سيوفر علينا من الوقت والجهد ؟؟؟
الم يكن بمقدوركم الاستغناء عن "بضعة " ملايين من المعونات التي تصلنا من هنا وهناك لانشاء هذا المشروع الحيوي الهام ؟؟؟
 ولا مش مهم برأيكم ؟؟؟؟؟


طبعا الحكومات لا تريد ان تأكل العنب ، فهوايتها هي " مطاوشة الناطور " ورفع ضغط المواطن وسرقته  ليبقى ذليلا باحثا عن لقمة العيش ، وما يحدث في قطاع  المحروقات يحدث في كافة القطاعات في المملكة ،
فالجميع يذكر كيف قام احد الحيتان في الاردن  باستيراد كميات هائلة من الخراف الاسترالية والهندية في العام 2007 ، قام على اثرها رئيس الوزراء معروف البخيت برفع اسعار الاعلاف من 150 دينارا الى 300 دينار في غمضة عين ، حتى " تبور " الخراف البلدية وينتفع معروف وحيتانه معا ، عندها خرج  اصحاب المواشي  في اعتصامات واغلقوا  الطريق الصحراوي  ، ولولا تدخل الملك بارجاع الاسعار لما كانت لحدث ما لا يحمد عقباه ، طبعا في تلك الايام لم يكن هناك ربيع عربي وكان جل الاردنيين في سبات عميق !!!
ومشروع القطار الخفيف الذي تقدم به احد رجال الاعمال الاردنيين للحكومة والذي لم يكن ليكلف الخزينة قرشا واحد لكنهم اغلقوا الاعين واصموا الآذان عن هذا المشروع الحيوي الهام !!!

فهذا ديدن الحكومات في الاردن ، فقطاع الطاقة له رجالاته ولا يجب العبث به ، وقطاع المواصلات ايضا لان "جت"  واصحابها بيزعلوا والنواب والمتنفذين الذين يملكون مئات "طبعات التكسي" لا يروقهم حل ازمة المواصلات في البلاد ، وقطاع الفنادق يسيطر عليه واحد او اثنين من الواصلين ، حتى قطاع البنوك الذي تستطيع الحكومة ان توفر من ضرائبه نصف ميزانيتها نراها - وفي احلك الظروف - تخفف قيمة الضرائب عليه  12% !!
فكما يقال : الف مواطن يموت ولا عين مسؤول تدمع !!!
فاذا كان النسور صاحب الولاية العامة لا يستطيع "زحزحة " بنت الروابدة من مكانها تحت تهديد ووعيد والدها ابو عصام ، فكيف سيستطيع فرض وصايته على امور اكبر واهم في البلاد؟؟؟؟

 فالدولة الاردنية قد انشئت لبضع عوائل ومتنفذين بأكلون خيراتها ويرمون القشور في وجوهنا  ، ثم يخرج علينا رئيس الوزراء حاثا لنا على اظهار الولاء لهذا الوطن وتنظيفه من هذه القشور التي تسيء لسمعة الوطن !!!!

وسيبقى الحال على ما هو عليه هم يأكلون ويوسخون ونحن ننظف  " ككاتهم " باسم الولاء والانتماء !!!