من اسخف واقذر ما رأيت بالامس على قناة الحقيقة ، لقاء مع دكتور في علم الاجتماع من جامعة البلقاء يحلل ما حصل في ساحة الجامع الحسيني الكبير ، حيث قال وبالحرف الواحد :
" لقد بالغ التلفزيون الاردني الرسمي عندما قال ان المسيرة "الاخوانية " ضمت عشرة الاف متظاهر ، فساحة المسجد تبلغ 500 متر مربع وهي بحدها الاقصى لا تتسع لاكثر من 8 الاف شخص ، واردف قائلا : اذا ما طرحنا من هذا العدد 1500 رجل امن ، و 500 اعلامي محلي وعربي ، وطرحنا اعداد المصلين " الطبيعيين " الذين حضروا خطبة الجمعة ، اضف الى ذلك كله - والحديث لا زال للدكتور " الشيخ " ان كل صاحب محل في وسط البلد احضر معه 5 الى 6 اشخاص للدفاع عن محله في حال حدوث اعمال شغب ، واخيرا الاعداد الكبيرة التي حضرت " لتتفرج فقط " وليست محسوبة على الاخوان ، فاذا ما استثنينا كل هؤلاء ، فان الحضور من اصحاب الحراك " الاخوانيين " لم يتعد - في احسن حالاته - الفين الى ثلاثة الاف مشارك !!" انتهى قول المحلل الجهبذ .
ثم يضيف مقدم البرنامج بأنه آن للاخوان ان يصمتوا ولا يتحدثوا باسم الشعب الاردني الذي اثبت للعالم اجمع انه لم يكترث للتجييش الذي قام به الاخوان خلال الشهرين الماضيين ، وان الاخوان قد عرفوا حجمهم الطبيعي في الشارع ، ولعل قلة الانصار لهم في الشارع هو ما دعاهم لمقاطعة الانتخابات ، حتى لا يفضحوا انفسهم على رؤوس الاشهاد !!!!
ثم تقوم القناة بمقارنة جمهور ملعب القويسمة الذي يتسع ل 30 الف متفرج ، " بالحفنة " القليلة التي تواجدت في المسيرة بالامس ويقول :" ان كان من في ساحة الجامع الحسيني 50 الفا كما يزعم الاخوان ، فأعداد الجمهور في الملعب كانت 2 مليون !!!
وغيره وغيره من الكلام الساذج والسخيف الذي لا يفترض ان يصدر عن وسيلة اعلامية تحترم نفسها على الاقل قبل ان تحترم المشاهد .
في البداية وحتى نضع الامور في نصابها :
- المسيرة كانت بعنوان " انقاذ وطن " وليس كما روج لها النظام ومأجوروه والذين اطلقوا عليها " الزحف المقدس " والذي رغم انكار الاخوان وجميع اهل الحراك لها ، الا ان الاعلام الرسمي اصرعليها.
- الاعداد كانت بعشرات الالاف وربما بلغت الخمسين الفا ، الا ان العدد في حد ذاته لا يهم ، فما يهمنا انه ورغم التحشيد ضد هذه المسيرة والتهديد ببلطجية النظام ، والتخويف من تفجيرات واعمال ارهابية ، الا ان كل ذلك لم يثن اهل الحراك عن الخروج للمطالبة بحقوقهم دون خوف او وجل ، فتحية لكل كم خرج وشارك وهتف .
- نجحت المسيرة ومرت بسلام ، لان منظميها ارادوها كذلك ، فالحراك كان سلميا منذ انطلاقه ولا زال .وليس بفضل الامن ورجاحة عقل النظام .
- يقولون : من فوضكم بالحديث باسم الشعب الاردني ، فنحن الاردنيين نعلن ولائنا للوطن والقائد فلا تقحمونا في مطامعكم الشخصية !!! فكيف يستوي بالله عليكم ان يطالبونا بعدم الكلام باسم الشعب الاردني وفي الوقت نفسه يتحدثون باسم الشعب بانهم ملتفون ومتقوقعون حول قيادتهم ، اليس هذا كيل بمكيالين ؟؟؟
- نسو ان بشار الاسد ورغم قتله وذبحه لشعبة ، كان ولا يزال يستطيع اخراج 2 مليون موال له الى ساحة الامويين بكبسة زر ، فهم يعرفون ان الموالين لا يخرجون باي حال عن ثلاثة : منتفع من النظام ، وخائف على نفسه ، ومنافق يريد ان يجد له موطيء قدم في منظومة النظام ، لعل وعسى ان ينتفع كما انتفع غيره من قبله .
- اخيرا وللعلم فقط ملعب القويسمة - رسميا - يتسع ل 17 الف متفرج فقط وليس ل 30 الفا ، وثلاثة ارباع الدرجة الثالثة كانت فارغة!!
