The Smurfs

٢٠١١/١٢/٢٠

عام من الربيع !!!!

 بعد مرور عام على الربيع العربي للشعوب ، او الزمهرير اللاذع للحكام العرب ، لا زال الشعب التونسي هو الاوفر حظا بين هذه البلدان ، ففي البداية ، اخذها بن علي " من قصيرها ونفد بجلدة " حتى انه بما يملك من مال لم يشأ او لنقل لم يستطع خلق بلابل في الشارع التونسي ذلك ان الشعب التونسي نسيج واحد لا طائفية فيه فنجحت الانتخابات البرلمانية وانتخب الرئيس وهم على الاقل على الطريق لبناء بلد ديمقراطي مثالي ثياسا لما يحدق في باقي الدول العربية ،،

عند مصرع القذافي على ايد الثوار خرجت الاقلام والافواه لتعيب على شعب مسلم ما فعلوه في سيد البلاد ، فهؤلاء لا يعرفون الدين واحكامه الا للنقد فقط لانهم انفسهم الذين يتشدقون باخلاق الدين الاسلامي في معاملة الاسرى يرفضون رفضا قاطعا حكم الاسلاميين !!
فأي محاكمة عادلة ارادوا لمعمر القذافي ؟ محاكمة كمحاكمة حسني مبارك الذي يقبع في السجن
- هذا ان كان في سجن اصلا - لكي يبقى يمول اعمال التخريب والقتل وشراء ذمم المرتزقة من داخل السجن !!!

ان مقتل القذافي ونجله والقاء القبض على سيف الاسلام كان له بالغ الاثر في هدوء الاوضاع ولو بشكل نسبي في البلاد التي لا زالت تعج بالاسلحة ، فلا يكاد يخلو بيت من العديد من قطع السلاح .
اما بقاء حسني مبارك وفلوله من دون محاكمة ، فالمصريون يجنون ثمار التواطؤ الداخلي المتمثل في المجلس العسكري والتواطوء الخارجي والمتمثل في الضغوط الامريكية الاسرائيلية الخليجية ، لتبقى مصر دوامة من العنف الى ما شاء الله .

اما اليمن البلد الفقير الذي لا يهم العالم الغربي من بعيد او قريب وليس الاهتمام السعودي بهذا الملف سوى ان اليمن - لسوء حظهم - يقبع في الجنوب فكانت المبادرة التي تم توقيعها بمقابة " رفع العتب  " ، ومع ذلك فلعل هذا الخيار هو الافضل بالنسبة -  لبلد قبلي عشائري مسلح يعج بخلايا القاعدة والحوثيين الشيعة  ، ونجاح هذه المبادرة او فشلها منوط بمدى صدقية علي صالح الكذاب !!،

اما النظام السوري الذي يعتبر نفسه الممانع الاوحد في المنطقة فقد "تخوزق " في النهاية بفضل المبادرة العربية ، فلو لم يوقع لتم تدويل القضية السورية وهذا ما كان يتخوف منه ، اما وقد تم التوقيع على " البروتوكول " فان النظام قد " تخوزق"  مرة اخرى ، فالنظام يعلم ان التوقيع يعني ازالة مظاهر التسلح من الشوارع والسماح للمتظاهرين بالخروج للشوارع ودخول المراقبين لمشاهدة ما تم ارتكابه من فظائع في حق الشعب السوري الصامد ، واذا ما صدق النظام السوري في نواياه - واشك في ذلك - فالمتوقع ان تزداد اعداد المتظاهرين بشكل كبير وستعم المظاهرات جميع المدن السورية بما فيها دمشق وحلب ، وفي النهاية سيسقط النظام بفعل الضغط الشعبي ،
في الحقيقة النظام السوري يعي ذلك جيدا ولعلة اختار" الخازوق " الاقل ايلاما ، فالاسد لا يرغب بان يسحل في الشوارع ويقتل هو ومن معه ، فشعاره " ميت قولة جبان ولا قولة الله يرحمو " !!!

ان الشيء المشترك في هذه البلدان العربية ( تونس ، مصر ، ليبيا ، اليمن ، وسوريا ) هو ان الشعوب قالت كلمتها وعزمت امرها على التخلص من العبودية والقهر والذل وحرقت جميع مراكبها ومضت قدما لتحقيق هدفها وشعارها كان " لا تراجع " .

اما عندنا في الاردن- يا حسرتي -  فانت معارض صباحا ومؤيد ليلا ، مؤيد لرأس الفساد وراكض خلف الذيول لقطعها ، نريد ان يعود الحكم للشعب لكن كل منا متوجس من الاخر ، فهناك اردني وفلسطيني على الساحة ،  واذا ما اطمئن احدهما للاخر فهناك الاسلامي " البعبع " الذي يعتقد البعض منا انه سيعيدنا الى القرون الوسطى ، هنالك المستفيد الذي يدافع عمن سرقة ، وهناك  العقلاني الذي لا يمل من منح الفرص  وشعاره " لعل وعسى "، وهناك الذي لا دخل له وشعاره " الله يجيب اللي فيه الخير "  والمطبل والمزمر والسحيج الذين تغص بهم ساحتنا الاردنية ،
وهناك النظام " البهلوان " الذي يستطيع - للان على الاقل - ان يرقص على جميع هذه الحبال معا فيشد ويرخي هذا الحبل او ذاك حسب ما تقتضيه المرحلة وكأنه عرض مسرحي " للعرائس " !!!

مالم يحزم الاردنيون امرهم ويقولوا كلمتهم ، لن يتغير شيء ، واما تنفيس احتقان الشارع بين الفينة والاخرى بتقديم فلان للمحاكمة او علان ممن انيط بهم لعب دور القربان ما هو الا ذر للرماد في العيون ، فلا يمكن  ان يقوم من سلبك حقك بارجاعه لك عن طيب خاطر ، فلو كان الامر بهذه البساطة فلماذا سلبه منك اصلا ؟؟؟؟؟

اعقلوا وتوكلوا ، فعلى رأي امي " اكثر من القرد ما سخط ربنا " !!!
فالربيع شارف على الانتهاء ، والخيار الاخر هو انتظار ربيع جديد بعد مئة عام ، وعيش يا كديش !!!!