The Smurfs

٢٠١١/١٢/٠٦

لماذا الخوف من الاسلاميين ؟؟؟

في جميع ارجاء الوطن العربي الكبير بمساحته وشعبه،  الصغير في اعين الاصدقاء والاعداء ، عاش الجد والاب والابن تحت نفس نظام الحكم ، فماذا كانت النتائج ؟؟؟؟
على الصعيد الاقتصادي : جوع واذلال للشعب من اجل لقمة العيش التي يفني في اللهاث وراءها " ابو العيلة " وقته ، ومرافق دولة هزيلة لا تلبي اقل احتياجات المواطنين ، فالمواطن يدفع الكهرباء ولا يراها في معظم البلاد العربية ، ويدفع الماء ويعطشونه صيفا وشتاء ، ويدفع الضرائب ولا يرى نتائج تفضي لتحسين اوضاعة ، وفي المقابل فئات قليلة من الشعب تعيش كأغنى اغنياء نجوم "هوليوود " !!!

وعلى الصعيد الاجتماعي : انقطعت الزيارات بين الاقارب والاحباب بسبب الركض خلف لقمة العيش وبات المجتمع مقسما الى عدة فئات وطوائف تعمل " بكبسة زر " عندما ترى الانظمة حاجة لذلك !!
وفي الاوضاع الطبيعية نادرا ما تقوم الانظمة بالدوس على هذا الزر ، لانها في الحقيقة مكتفية بالدوس على رأس كل من يطالب بحقوقه المسلوبة، لا بل بدوس كل من يتنفس اكثر من اللازم حتى باتت " التنهيدة " محظورة لان لها من المعاني ما لا يدركه الموطن العربي ،

اما على الصعيد السياسي فحدث ولا حرج  فالشعب لا يفقه شيئا في السياسة ، فمعظمه لا يرى الا ما يراه الحاكم الملهم وما يهديهم الا سبيل الرشاد !! والعجيب الغريب ، ان جميع الحكام العرب حتى ممن لا يستطيعون قول " كلمتين على بعض " على رأي امي هم ملهمون ايضا ، ولكن على ارض الواقع هؤلاء الحكام ليسوا الا ادوات  تؤدي ادوارا كتبت لها مسبقا وليس لها اي احترام او تقدير خارج حدودها الجغرافية .

الان وبعد قيام الثورات العربية ونجاح الاسلاميين في تونس والمغرب وليبيا ومصر ، اصبح العالم ينظر الى بلادنا بشيء من الريبة والتحفظ ، بسبب فوز الاسلاميين ، والغريب ان الكثيرين من ابناء هذه الشعوب العربية باتوا "يعومون على عوم الغرب"  في التخوف من الاسلاميين !!!لماذا ؟؟؟
اليس الاسلايون منكم ؟؟؟؟ الا يمثلون شريحة واسعة من ابناء هذه البلاد ؟؟ ثم الم توصلهم الديمقراطية التي تنادون بها الى سدة الحكم ؟

ولماذا نمنح حكاما جثموا على صدورنا عفودا طويلا المزيد من الوقت لاجراء اصلاحاتهم التي افسدها الدهر ولم تعد قابلة للاصلاح ، في الوقت الذي نشكك  به في نوايا الاسلاميين
- حتى قبل توليهم للحكم - ؟؟؟

انا لست اسلاميا ولكنني اريد ان انبه الى حقائق لعلها غابت عن الكثير من ابناء شعبنا العربي :
اولا :  لن يتغير علينا شيء فيما لو فشل الاسلاميون سياسيا ذلك ان حكامنا من قبلهم كانوا فاشلين فاشلين فاشلين وبكل المقاييس .
ثانيا : قد يقول قائل بأن الاخوان المسلمين هم صناعة امريكيه ، واقول له : وهل انظمتنا الحالية صناعة يابانية مثلا ؟؟؟ قان كانت صناعة امريكية فلن يتغير شيء على الشعوب العربية التي اعتادت على المنتجات الامريكية منذ بدء الخليقة ؟
ثالثا :  كل ما يخيف الناس من الاسلاميين ما هو الا قشور لا تمت لجوهر الحكم بشيء لا من قريب ولا من بعيد ، وكأن حكمهم اصبح مقرونا بتربية اللحى للشباب وتخمير البنات والفصل بين الجنسين في الجامعات  واغلاق البنوك الربوية ، ونسي رجل الشارع امورا اعظم من هذا بكثير من بينها :

اولا : ان اسرائيل باتت متخوفة من حكم الاسلاميين ، وهدفها الوحيد هو المحافظة على اتفاقيات السلام ، وفي ظل بقاء الاتفاقيات سارية المفعول ، فأنا اضمن ان اسرائل " لن تلعب بذيلها " مع اي من هذه الانظمة الجديدة ، وستبدي  حرصا على اظهار حسن النوايا لهذه الحكومات الجديدة ،  وابشركم بأنه لا مزيد من " انبطاح" الانظمة بعد اليوم .
ثانيا : الاسلاميون - والحق يقال - لم يأتوا من فنادق خمس نجوم ولا من قصور فارهة،  على العكس فقد ذاقوا الويلات من قبل الانظمة المستبدة ولا اعتقد يوما ان جورهم وظلمهم  - في حال استلموا الحكم - سيتعدى عشر ما قامت به الانظمة الزائلة .
ثالثا واخيرا : هل تعتقدون  انه سيأتي يوم نجد فيه الحاكم الاسلامي - من اخوان او غيرهم - سيصل رصيده في البنوك الخارجية لمليارات الدولارات كما هو حال اسيادنا اليوم ؟؟؟ وهل تعتقدون ان بطانتهم مهما كانت سيئة ستقدم على بيع مقدرات الوطن وسرقة مال الشعب ؟؟؟؟

انا شخصيا متفائل في مستقبل هذه لانظمة رغم كل ما يشوب برامجهم السياسية من امور قد تقلق رجل الشارع العادي ، فكما تتشدق انظمتنا الحالية بنعمة الامن والامان، اعتقد اننا سنحمد الله مستقبلا على نعمة حفط المال العام وموارد الدولة التي لم يتبق منها الكثير والبركة في اسيادنا واصنامنا التي كنا لها عابدين ،

انا شخصيا لو كان لي اخوين احدهما وزير في الاردن والاخر " شيخ" واضطررت لترك اموالي امانة عند احدهم فحتما
- ومن دون تردد - سأختار الشيخ الذي اعلم تماما انه سيصون الامانة ، لان الوزير عينه فارغة " ما بيملاها الا التراب "

تفائلوا بالخير فالغد افضل مهما حاول البعض تشويهه ،