"ان قطع العلاقات مع حماس كان خطأ استراتيجيا وسنعمل على تصليح الاوضاع " هذا كلام جميل نظريا واستراتيجيا ، لكن عمليا نظامنا لا يريد اي تعاون مع حماس لا من قريب ولا من بعيد ، لان ابناء العم سيزعلون علينا ، وكما يقول المثل " ميت اخ يفقع ولا ابن العم يزعل " وعلى فكرة المثل ليس لامي هذه المرة ولكنه لسان حال نظامنا !!!
لكن ان تبنى مواقف الدولة الاردنية على المصالح المادية فقط فذلك ما لا نرضاه الان ولن نرضاه مستقبلا ، فالخصخصة كانت بسبب المال ، وبيع اراضي الدولة كان سببها المال والفساد المستشري سببه المال ، وتنفيذ رغبات الولايات المتحدة سببه المال ، والانضواء تحت عباءة الاخ الاكبر
" السعودية " سببه المال ولا شيء غيرة ، واعيد واكرر ان النظام في الاردن لم يتخذ موقفا منذ الازل هدفه مصلحة الشعب الاردني ووحدة اراضية ، بل كان همه الاول والاخير هو " الكمشن " الذي يدفع له ، فكان التوطين ومنح جوازات السفر لكل من هب ودب حتى العراقي الهارب من بلاده اصبح اردنيا بين عشية وضحاها حبا في المال !!!
رفض النظام الاردني استقبال قيادات حماس على اراضية لاسباب نجهلها ولكن لعل اهمها
" عدم الجدوى الاقتصادية " من هذه الاستضافة ، اما وقد عرضت قطر علينا هذا العرض السخي
" مليار دولار سنويا بالاضافة للغاز ابو البلاش " مقابل استضافة قيادات حماس على ارض الاردن وفتح مكاتب لها ، فقد سال لعاب نظامنا لهذا العرض المغري ، ففجأ اصبحت حماس بالنسبة للنظام الاردني حقلا من حقول النفط وربما اثمن من ذلك بكثير ، فوجود حماس سيدخل لجيوب المتنفعين في الاردن ما لا يقل عن مليارين ونصف المليار من الدولارات سنويا ، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان الغاز البلوشي سيباع للمواطن الاردني بالسعر العالمي ، كما كانوا يفعلون بنفط العراق المجاني لعقد من الزمان .
فحتى ناصر جودة لم يستطع اخفاء الفرحة التي ارتسمت على وجهه والضحكة " من الذان للذان " التي صاحبتها ، ولسان حاله يقول : " فعلا الاردن منجم دولارات ومعين لا ينضب "!!!
اما فيما يتعلق بالسعودية الرافضة مبدئيا لهذه الاستضافة ، بسبب موالاة حماس للنظام السوري وايران وحزب الله ، فهذا رفض اني اذ سرعان ما سيتغير موقف حماس " الدبلماسي " من النظام السوري فور ان تحط طائرة مشعل في مطار الملكة علياء ، وستستغني حماس ايضا عن الدعم الايراني ، اذا لم تنقلب على ابران في حال تدفقت الاموال عليها من قطر الان ومن السعودية مستقبلا !!
ما يهمنا في هذه الطبخة كلها ، هو ان الاردن الان لا يملك مواقفه السياسية الداخلية او الخارجية بسبب الدعم الامريكي والسعودي السخيين لنظامنا، فكيف به بعد ان يدخل لاعب ثالث " قطر " على الخط ؟
فعلى الصعيد الخارجي : هل سنقضي العام كله نبوس خشوم السعودين ورؤوس القطريين ونتزلف لهما ليستمر تدفق دولاراتهم الى حسابات مجهولة في سويسرا ؟؟؟؟؟ وماذا لو حدث شقاق بين قطر والسعودية ، الى صف من سنقف؟؟؟؟
اما على الصعيد الداخلي : فهل يستطيع النظام الاردني فرض ارادته على حماس والحد من نشاطها على الاراضي الاردنية ؟؟
وماذا سيحدث لهذا النظام اذا ما حدث تزاوج بين اخوان الاردن وحماس؟؟ وهو شيء واقع لا محالة !!
اعتقد ان كلمة حماس ستكون هي النافذة على الاراضي الاردنية اكثر من كلمة ابو حسين نفسه او احد رجالات حكوماته !!!
اخيرا وليس اخرا ماذا لو حدثت " مناقرة " جديدة بين رانيا وموزة مستقبلا ، وقررت موزة عندها قطع المساعدات والغاز القطري عن الاردن ؟؟؟ هل ستستطيع الاردن اجلاء حماس عن الاراضي الاردنية ام ان حماس عندها ستكون امرا واقعا لا مهرب منه ؟؟؟
اقترح على نظامنا الاتي :
- عدم اقحام النسوات في مثل هكذا صفقات ان اراد الحكام اتمامها..
- طالما ان الامور مادية بحتة، والاردن " بلدا وشعبا " لا يعني النظام الاردني في شيء ، فاقترح على نطامنا فتح مكاتب لطالبان في عمان ، مقابل مليار دولار سنويا ، ومكاتب للشيشان لقاء نفس المبلغ ، ونقل القاعدة بجميع فروعها ( المغرب العربي ، والجزيرة العربية واليمن وشمال افريقيا ) الى الاردن ، بذلك سيسلم العالم من كل هذه التنظيمات التي تقض مضجعة ، وفي الوقت نفسه ستغص جيوب سماسرة الاردن بالدولارات ،،،،،،
وللشعب رب يحميه !!!!
