The Smurfs

٢٠١٢/٠٦/٠٤

نظرية المؤامرة !!!

عندما فزنا على العراق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في اربيل ، رفعنا مدرب المنتخب الاردني عدنان حمد الى اعلى عليين حتى بات رأسه على رأي امي " بحك السحابة " فهو رغم عراقيته الا انه عمل بحرفية تامة ولم يخن الامانة التي وضعت بين يديه وكان على قدر المسؤولية  ،
وعندما خسرنا امام العراق في مرحلة الاياب ، جعلنا عدنان حمد اسفل سافلين  ووصفناه بابشع الصفات ، فهو قد فضل بلده على مصدر رزقه منتخب النشامى وهو المسؤول الوحيد عن خسارتنا بالثلاثة امام اسود الرافدين ، فلم يتق الله في النشامى وباع ضميره و المباراة لابناء جلدته !
بالامس التقينا المنتخب العراقي وحققنا التعادل على ارضنا بكرة تائهة ، ولا زال البعض ينعت هذا المدرب بالمتآمر على منتخبنا الاردني وانه كان بامكانه الفوز لكنه قصر في اداء واجبه .

لست هنا بالطبع للدفاع عن عدنان حمد ولكنني بصدد الحديث عن المؤامرات التي تحاك لنا كاردنيين وتحاك لعالمنا العربي بشكل عام  والهدف منها بالطبع ان نتخلف عن ركب الحضارة ، مع اننا -ولله الحمد- نمتلك من التخلف وسوء التصرف ما يكفي الستة مليارات بني ادم على ظهر هذه البسيطة وليسوا بحاجة لجلد ميت للانتقام منه  .

الملفت  في هذه النظرية انها صالحة لكل زمان ومكان وليست بحاجة لجهابذة ليفندوها ، فالكل يستطيع اسقاطها على حياته لتبرير فشله وسوء ادارته ابتداءا من رأس الهرم وانتهاءا  بالاسرة الصغيرة  .

فالمؤامرات الخارجية  في نظر اسيادنا هي السبب فيما نحن فيه من تخلف وفقر وفاقة ، واذا ما قمنا نشكوا هذا الفقر اتهمنا بأننا ننفذ اجندات المتآمرين الخارجيين لزعزعة امن البلاد !! ،  وتآمر الشرطي على سائق التكسي هو السبب في مخالفاته وتدني اجره ، والطالب " الغبي " في مدرسته يتآمر عليه المدير وطاقم التدريس باسره لافشاله ، حتى بلغ بنا الحال ان يتهم الزوج ام زوجته بأنها السبب في خلافه مع زوجته حتى لو كان الخلاف على " الطبيخ " ، والحماة ايضا هي سبب مشاكل الزوجة مع زوجها ، ولعلها لا تنجب اطفالا لان هناك مؤامرة ما تحاك ضدها ، والفتاة لم تتزوج لان احدا ما في الخفاء يعمل جاهدا على" تمييل بختها " !!

عندما استقل الاردن عام 1945 كانت المانيا قد سويت بالارض ايامها ورغم ذلك نهضت وشيدت المباني والعقول واصبحت من اغنى البلاد في العالم ، ولم ترض بتعليق فشلها على العالم الغربي واميريكا الذين ينوون اخضاعها  ،  حتى بات ناتجها القومي الاجمالي 2000 مليار دولار في العام
- الرقم صحيح 2000 مليار - في العام 2010  اي ان  شغل 3 ساعات للماكينة الالمانية في اليوم يسد مديونية الاردن والبالغة 18 مليارا   ،
ولا ننسى بالطبع ان المانيا الغربية الغنية قد وافقت على الوحدة مع المانيا الشرقية المعدمة في العام 1988 عندما تم هدم جدار برلين لتعود المانيا موحدة ، فرغم الاموال الطائلة التي انفقتها الغربية على الشرقية ، لم نسمع يوما بعد الوحدة ان هذا غربي مميز وهذا شرقي " ملعون والدين " !!
نجحت المانيا في غضون 60 عاما في تخطي عقبتين كأدائتين ( اعادة البناء والوحدة )
 فماذا صنعنا نحن في الاردن ؟؟؟

الانجاز الوحيد لنا في هذا البلد ان جلالة الملك الحسين - غفر الله له - باع بسكليته من اجل شراء بنطال له وكان يضع البنطال تحت فرشته ليتم كويه ، والان وبفضل الله وكرمه ، اصبحت املاك الهاشميين تعد بالمليارات ولا زال الشعب الاردني كيوم الاستقلال الاول يتطلع لعصر جديد ونهضة ورفعة ،،،،، بس منوين !!!!!

يا سادتي عدنان حمد لم يلعب  مهاجما في اي من مبارياتنا ضد العراق ، كما انني  لم اره حارس مرمى بدلا من عامر شفيع ، فالرجل كان يقف على خط الملعب طوال الوقت ، وان كان هناك مؤامرة فلا بد ان ال 11 نشمي قد اشتركوا فيها .

كما ان مقدرات الوطن لم تتم سرقتها من المستعمر المتآمر علينا ولا حتى من الصهاينة " جيراننا الحيط بالحيط " بل ان السرقات  جميعها تمت بسواعد اردنية مئة بالمئة فليس للمؤامرة مكان فيها  فعلى رأي امي : " سوس القمح منو وفيه " .

ترى متى سنصبح بني ادمين اولا قبل ان ننهض كما نهض غيرنا ،،،،

لعل حكامنا يستطيعون الاجابة !!