The Smurfs

٢٠١٢/٠٦/١٢

دجاجة تبيض ذهبا !!!


كان رحمة الوالد كحيان ومن عيلة فقيرة ، فقرر  ان يغادر مضاربنا بحثا عن الكلأ والماء شأنه شأن اي بدوي في ذلك الوقت ، استقر به المقام في احدى بوادي الاردن في الجنوب ، وفي يوم من الايام وهو يرفع بيت الشعر رأي دجاجة غريبة المظهر فطاردها حتى امسك بها ووضعها في صندوق حشبي حتى الصباح ليرى ما يمكنه ان يصنع بها .

الصبح فتحت امي باب القفص " صحارة الخضرا " واذ بالدجاجة قد باضت بيضة ذهبية ، استغربت هي ووالدي من المنظر ، وقررا ان لا يعلما احدا عن حقيقة هذه الدجاجة ، وتوجه ابي الى منطقة " الحضر " ليسوم سعر البيضة .
اكد له احد الصاغة  - وهو يهودي -   ان البيضة من الذهب الخالص 100% واشتراها من والدي بعشرة دنانير ، طبعا كانت العشرة دنانير بتسوى " زلمة " في ذلك الوقت ،
عاد ابي الى مضاربنا محملا بما لذ وطاب من اصناف الطعام والشراب والهدايا ، وجدد عهده مع امي ان لا يبوحا بسر هذه الدجاجة لانها شكلها رزقة من عند الله ويجب علينا " صون النعمة " .

في الصباح التالي زعقت امي زعقة مدوية : يا حج يا حج بيضة ثانية !!!! استغرب ابي وعلم ان هذه الدجاجة ستكون " طاقة القدر " بالنسبة للعائلة .،طبعا باع البيضة الثانية فالثالثة فالرابعة باسعار رمزية جدا جدا لقاء شراء صمت الصائغ الذي يشتريها ، من باب قليل دائم خير من كثير منقطع ، وداري على شمعتك تقيد .
قرر ابي بعد ان كان "شحاد ابن شحاد " ان ينتقل للعيش في الحضر فقد مل حياة البداوة وقرر ان " يقب على وجه الدنيا " ،
العجيب ان الوالد كان كريما ومحبا للناس ايام فقره الا انه اصبح لا يكترث بمن حوله من المحتاجين ، بل انه دار ظهره ايضا لمن اواه ونصره في البادية يوم كان هائما على وجهه لا يجد قوت يومه .

عشنا حياة رغيدة لثلاثة عقود وعندما اقتربت منية والدي اراد ان يطلعني على سر العز الذي نحن فيه واوصاني بالدجاجة خيرا لانها هي سبب ما نحن فيه من رخاء ، ثم شهق شقة واعطاكوا عمره !!!

بصراحة لم اكترث لموت الوالد بقدر ما اكترثت للدجاجة التي تبيض الذهب ، وما زاد امتعاضي ان ذلك اليهودي البغيض يأخد منا البيضة الذهبية " بتراب المصاري " وهو المستفيد الاكبر من البيضة التي هي في الاصل من حقي انا وحدي فلماذا يشاركني فيها ؟؟؟

اجتمعت مع بعض الاصدقاء المقربين والموثوقين فاشاروا على ان اذبح الدجاجة واستخرج   كل ما بداخلها من بيض  ونبيعه الى صائغ اخر بسعر خيالي وبذلك اضرب عصفورين بحجر واحد ،
 اولا- نثرى ثراء فاحشا وسريعا ،،، وثانيا- اتخلص من السيف المسلط على رقبتي  من ذلك اليهودي البغيض فلا يبتزني بعد اليوم .

يا لها من فكرة عبقرية ، انهم فعلا اصدقاء مخلصون ، وعلى الفور اخذت سكينا وفتحت بطن الدجاجة وهالني ما رأيت !!!
لم اجد في بطنها الا بيضة واحدة لم تتشكل بعد ، عندها عرفت كم كنت غبيا وانني اهدرت ثروة لن تعود ابدا .

ذهبت الى الاصدقاء مغتاظا ازبد وارعد من سوء ما اشاروا علي به ، فقترحوا علي ان اقوم ببيع مقتنيات الوالد رحمه الله وهي كثيرة ستمكنني من العيش بنفس المستوى لولد الولد .
طبعا قبلت بمشورتهم -فلا خيار عندي - ووكلتهم ببيع كل ما من شانه ان يدر علي مالا ،،،،،،،،

الان اصبحت كما يقولون " والسماء والطارق " لا بل اثقلتني الديون ولا اعرف ماذا اصنع ، كما ان الجيران - ولسوء تعاملي معهم - اصبحت ارى في  اعينهم نظرة الشماتة ،،،،،،،،،،، اما الاصدقاء فحدث ولا حرج ، لقد مارسوا معي ما مارسه الصائغ اليهودي مع والدي فسرقوني "عينك عينك " وانفضوا من حولي ،،،،،،،،، فماذا اصنع ؟؟؟؟ اشيروا علي ..

على فكرة الدجاجة هي الاردن وانا مش انا !!!!!