ذات يوم تبعه وراقبه من بعيد ، فاذا بابي بكر يدخل خيمة منعزلة ، فراقبه حتى خرج منها ، بعدها توجه عمر الى الخيمة ، فاذا بعجوز ضريرة ومعها طفلتان ، فسألها عمر : يا أمة الله من انت ؟؟ فأجابته : عجوز كسيرة عمياء في هذه الخيمة ولا عائل لنا الا الله عز وجل !!
فسألها عمر: ومن هذا الشيخ الذي يأتيكم ؟ فقالت : هذا رجل لا اعرفه يأتينا كل صباح يكنس بيتنا ويصنع لنا خبزنا ويحلب شياهنا ويغادر.
فبكى عمر رضي الله عنه وقال : " أتعبت الخلفاء من بعدك يا ابا بكر" !!!
المغزى من هذه القصة ان نلتمس اعذارا لاسيادنا اذا ما اكثروا من السفر الى الولايات المتحدة او بريطانيا ، فربما هناك عجوز في احدى ضواحي لندن او احدى مقاطعات اميريكا ضريرة بحاجة ماسة لمد يد العون لها ، اقتداء بما فعله صحابة رسول الله خاصة ان كان المسافر من اهل بيت رسول الله ، هاشمي النسب بريطاني السحنة !!!
لكن في المقابل كم عجوزا في حارات وازقة المملكة وبواديها لا تجد قوت يومها - اللهم الا في رمضان - بفضل مكارم اسيادنا التي لا تنقطع ،الم تسمع يا سيدنا ومولانا الهاشمي بالحديث الشريف الذي يقول:
" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يومن ، قيل من يا رسول الله ؟ قال: من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم "
والله يا سيد البلاد ان ثلاثة ارباع من يقطنون حولك في منطقة القصور والنزهة ومخيم الحسين يبيتون جائعين كل ليلة وانتم تعلمون فان كنتم لا تعلمون فاعلموا ،،،، لانني لا اجد لكم عذرا في ذلك !!
قد يقول قائل : وهل الملك مسؤول ان" يلف" على البيوت ليعرف الجائع من الشبعان في بلد مترامي الاطراف ؟؟؟ فاقول له : ليس شرطا ان يقوم الملك نفسه بهذا العمل ، لكنه يستطيع توفير من يأتيه بأخبار القوم ، فالمخابرات التي ترصد كل صغيرة وكبيرة في الاسواق وعلى الانترنت وفي الصحف ووسائل الاعلام وتقوم بالاعتقالات التعسفية ، وترمي في السجون من يطالبون بعدم المساس بلقمة عيشهم ، هذا الجهاز المتغلغل في المجتمع ويعد الانفاس على متنفسيها يستطيع ان يعرف حتما من بات جائعا من ابناء شعبك ،
او لعل الجيش الالكتروني الذي لا هم له الا الايقاع باي ناشط لا يقدس ولا يهلل ولا يسحج لسيد البلاد يستطيع ان يقوم بخدمة مجتمعه ومعرفة احوالهم ، فالوسائل لم ولن تنعدم ان اردتم الخير لشعبكم وامتكم .
اما ان يسخر الشعب كله " جائعه وشبعانه " من اجل خدمة فئة قليلة معدودة على الاصابع فهذا والله لا يرضي الله ولا يرضي من انت من سلالته، وستسال عن كل فرد جاع ومات تحت حكمك .
لقد بعتم الحجر من مؤسسات الدولة واقتلعتم الشجر لبناء القصور ولوثتم الهواء بمقالع الحجر ، واهديتم مياهنا لمن يستحقها واجرتم البشر للخارج على شكل " روبوتات " تقوم بخدمة مصالحكم حتى بات الاردن ملجأ للعجزة لا يعود اليه ممن غادره الا من طال به العمر واشتاق ان يدفن على تراب الوطن ، اما ما دون ذلك فهم يلهثون في الداخل او في الخارج من اجل رغيف الخبز !!!
فيبدو ان الاردن ابتدأ بعبد الله بن الحسين وسينتهي بعبد الله بن الحسين ،،،،، اما نحن الشعب فلنا الله ، كنا رعاعا وسنبقى رعاعا ،،،،
فان كان ابو بكر قد اتعب الخلفاء من بعده فلا شك انكم اتعبتم وافقرتم واهلكتم الحرث والنسل والشعب من بعدكم ،،،
فهنيئا لنا ،،،
ولنا ولكم الله
