زمان ايام العز كان عندنا صومعة كبيرةمليئة بالقمح وكان ابي مقتدرا، يوما ما دخل ابي للبيت واذ بنا جميعا اولاد وبنات وامي في حالة استنفار قصوى ، واحد يحمل مكنسة والاخر يحمل شبشب والثالث عصاية القشاطة وامي تولول ، سألنا باستغراب: شو في ؟؟؟
فاجابته امي في فار يا حج في الصومعة ، فأجابها ابي بهذوء : في صومعة قمح في العالم مفيهاش فيران ؟؟؟؟
فاجابته امي ممتعضة : بس يا زلمة هذول بوكلوا الحب اللي في الصومعة ، فرد ابي ضاحكا : خايفة يفضوها يعني ؟؟؟؟
اقنعنا الله يرحموا ان الفئران غير مؤذية واكلها للحب طبيعي ولا داعي للخوف منه ، وتكاثرت الفئران في الصومعة ونحن على كلام -رحمة الوالد - في صومعة بدون فيران ، وماذا ستصنع الفئران بصومعة ضخمة كصومعتنا مليئة بالحب !!
وراحت الايام واجت الايام والصومعة تفقد حبوبها ويزداد عدد فئرانها، يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر ، وفي يوم من الايام ارادت امي استخراج بعض القمح لصنع الخبز لنا واذ بالخرطوم لا ينزل منه القمح ظنت عندها انه ربما هو مغلق او " محشًر" من شيء ما ، فاضطرت لفتح باب الصومعة وهالنا ما رأينا !!! مئات الفئرات خرجت مسرعة يمنة ويسرة وهربنا خائفين منها من كثرتها ، بعدها عرفت امي ان الصومعة فارغة من الحبوب ، وان المصيبة قد حلت علينا وعدنا فقراء كما كان ابي يوما ما .
العجيب اننا ورغم صغرنا كنا نلاحق الفئران ونقضي عليها دون خوف منها او وجل ، فما الذي جرى ولماذا اصبحنا نركض مبتعدين خوفا منها ؟؟؟؟؟
نصيحة الى كل اصحاب الصوامع ، لا تستهينوا بأي فأر ويجب عليكم اجتثاثه من جذورة وعدم السماح له بالتكاثر واكل تعبكم وشقاكم ، حتى لا يتكرر معكم ما حدث لنا في صومعتنا .
فهل لا زلتم تؤمنون بكلام الوالد ، في صومعة فيهاش فيران ؟؟؟ وشو بدها تسوي الفيران بالحب ؟؟؟
شلة فيران في الاردن قبلناها على مضض حسب رغبة الوالد عاثت في الارض الفساد واكلت الاخضر واليابس، والادهى والامر اننا اصبحنا نرهبها بعد ان كنا ندوسها بالزنوبة "ونلطها " بعصاة القشاطة !!!
