فالوضع اشبه بان يلاقي منتخبنا "منتخب النشامى" فريق برشلونة ونطالبه بالفوز بالكأس ، في الوقت الذي نعلم تماما ان الكأس بعيدة عنا بعد المشرقين ، ونعلم ايضا ان مرمانا سيتخم بعدد الاهداف التي سيمنى بها ، ومع ذلك لا يفتأ تلفزيوننا يبث اغاني الصقار والعبداللات صباح مساء شحنا للهمم ، وتفاؤلا بتصريحات المدرب الكبير الذي وعد مرارا وتكرارا باحراز الكأس الثمينة ، وبما اننا نحب منتخبنا ونثق بمدربنا - الذي اخرجنا من الظلمات الى النور - فلا بد من اقناع النفس بالفوز باللقب .
وما ان تنتهي المباراة بالهزيمة القاسية - المتوقعة - ممن يفهمون بلعبة كرة القدم ، حتى يقوم المدرب باتهام اللاعبين بالتقصير
- ولا سيما - الكابتن الذي كان بطيء الحركة في ارض الملعب وخان ثقة مدربه التي منحه اياها ، ثم نتوجه باللوم الى الاداء التحكيمي الذي لم يرتق الى مستوى الحدث مرورا بارضية ملعب القويسمة " مع انه ملعبنا " التي لم تساعد النشامى على الاداء الجيد ، وانتهاء بالظروف الجوية الصعبة التي تسببت في هذه الهزيمة النكراء !!!!
ومن وجهة نظر اعلامنا المريض ، فهذه العوامل ولا شيء غيرها هي التي ادت لهذه الهزيمة ، فالكل قصر والظروف على اختلافها اجتمعت ضدنا ، اما المدرب فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!!
في البداية اقترحوا ان تكون حكومة خفيفة لا تتعدى ال 15 وزيرا لاسباب منها :
- انها انتقالية ومحدودة الوقت
- السرعة في الاداء تتطلب الخفة في الحركة ،
- تقليل النفقات الحكومية التي اثقلت الموازنة العامة
لكن يبدو ان الناتج القومي الاجمالي - على هالسحبة - سيذهب بعد عشرة سنوات تقاعدات للوزراء والنواب وسنغلق " دكان الاردن " ونشوفلنا شغلة ثانية ، فالدكان بطل يجيب ايجاره بعد ان اكلوا الشهد من موارده !!!
لكن يبدو ان الناتج القومي الاجمالي - على هالسحبة - سيذهب بعد عشرة سنوات تقاعدات للوزراء والنواب وسنغلق " دكان الاردن " ونشوفلنا شغلة ثانية ، فالدكان بطل يجيب ايجاره بعد ان اكلوا الشهد من موارده !!!
لكن الذي حصل - وكان ايضا متوقعا - حكومة مترامية الاطراف تحتوي 30 وزيرا ، اي اكثر من وزراء الولايات المتحدة بسكانها ال 300 مليون ، وكأنها حكومة ابدية وليست انتقالية كما حدد لها المدرب مسبقا ،
اما من ناحية الخفة فحدث ولا حرج ، فمن خلال تأدية الوزراء للقسم امام سيد البلاد رأيت البعض متثاقلا في مشيته اما لكبر سنه واما لثقل وزنه ، فاين السرعة التي تنشدها يا سيد البلاد من هذه " الفقمات " التي احضروها لك ؟؟؟؟؟؟
يا سيد البلاد :
ان كانت الحكومة السابقة بطيئة ، اليس من الخطأ تكرار 12 وزيرا منها ؟؟؟؟ ام ان هذه " الدزينة" كانت من الماراثونيين في وزارة الخصاونة ؟
ثم هل توقفت ارحام الاردنيات عن انجاب الرجال حتى يعاد تنسيب 7 وزراء من حكومات لا اقول سابقة وانما فاشلة ، فما هذا الاصرار العجيب على ارتداء ملابس مهترئة في الوقت الذي تعج فيه خزانتكم باجود الماركات !!!
اما العشرة الجدد " المبشرين بالتقاعد " فهؤلاء كما تقول امي : " باضتلهم في القفص " فانت تعلم وانا اعلم انه لم يتم اختيارهم لكفاءاتهم وانما اختيروا ليغطوا اكبر بقعة جغرافية ممكنة ، ليرضى عنك من لم يرض عنك من قبل .
الم يأن لكم يا سيد البلاد ان تعرفوا ان الاردنيين لم يعودوا بكترثون ان كان الوزير الفلاني من عشيرتهم ام لم يكن؟ وان هذا التمثيل الجغرافي " ضحك عالدقون " الهدف منه استمالة عشيرة او شراء ولاء منطقة كاملة لقاء تنصيب وزير هنا او مسئول هناك ؟؟
هل زين لكم مستشاروكم ان وزارة المرأة ستظهر للعالم اجمع اهتمام قيادتكم الرشيدة بالمرأة التي هي نصف المجتمع وستجلب هذا النصف لصفكم ؟؟؟؟ ان كنتم مقتنعون بهذا التوجه الساذج فانصحكم باستحداث وزارة " المراهقين " لان 75% من سكان الاردن هم من المراهقين الطلاب .
اليس من السخف ان يكون عندنا وزيرا لتطوير القطاع العام من انه بيع من زمان " بسعر الفجل " ؟؟
اليس من الاسخف وجود وزارة للتنمية السياسية ؟؟؟ ولا ادري ما المقصود بالتنمية السياسية فعلى حد علمي المتواضع يوقع الطلاب على تعهدات بعدم الانتساب لاي حزب اثناء فترة الدراسة ، ام ان المقصود بها تنمية مواهب التطبيل والتزمير والتسحيج للقيادة الرشيدة ؟؟؟
اخيرا هناك لقبان لم افهمهما للان وقد بلغت من الكبر عتيا ، الاول ما المقصود بوزير دولة ؟؟؟
والثاني انني رأيت بالامس رعد بن زيد يقف الى جواركم ، وكما تعلمون فمسماه الوظيفي " كبير الامناء " شو يعني ؟؟؟
يا سيدنا ومن الاخر :
- طالما بتشيل وبتحط عكيفك ما رح يتغير شي
- وطالما انت خط احمر وفوق القانون ما رح يتغير شي
- كيف تطالب يا سيدنا بالاسراع في عملية الاصلاح وانت تعلم انك لا تريد اصلاحا ، وان لا ولاية على القصر لا بل على البشر والحجر الا ولايتك؟؟
- وبصراحة اكثر وتزعلش مني : طالما القسم الوزاري " ان اكون مخلصا للملك " فكل فساد ينتج عن اي من هؤلاء الوزراء هو اخلاص للملك والا فيجب اقامة الحد عليهم .
- بحسب رسالة الخصاونة لكم طالما انكم محترمون ومقدرون في الخارج والاردن يحترم ويقدر "من خلالكم " فلا يستحق هذا الوطن ومن يسكن على ترابه احترام وتقدير بشر ، فالاولى ان يكون احترامكم وتقديركم من خلال بلدكم وشعبكم وليس العكس
- وطالما يا سيدنا ورقة الخمسين دينار تحمل صورة قصر رغدان العامر ، الذي بات اكبر قدرا من البتراء وجرش والمدرج الروماني والقلاع المنتشرة على تراب الوطن فلن يتغير شيء .
- وطالما سلامنا ملكي وليس وطني فالامور ستبقى خربانة .
شاكرا لجلالتكم سعة صدركم ، في انتظار حكومة جديدة وتشكيل جديد
ودمتم
