مشروع "ابو حسين" !!!

اطلقت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية مشروع " مارشال " لاعمار اوروبا بعد ان دمرت جراء الحرب ، وكان الهدف الرئيس من هذا المشروع  ضخ الاموال في هذه البلدان المنكوبة لادارة العجلة الاقتصادية من جديد ، بما يعود بالنفع على الولايات المتحدة اولا ومن يدور بفلكها ثانيا .

لانو يا محترم اذا كانت الاموال كلها بيدك لا تستطيع الاستفادة منها عندما يحرم غالبية من حولك منها ، فلن تستطيع شراء سيارة لان مصنع السيارات اغلق ، ولن تستطيع طلب وجبة " كنتاكي " لان صاحبه مفلس ، ويمكن ما تقدر تشتري بنطلون ولا حذاء لان الجماعة باختصار معهاش توكل ،

وبالتالي ستعيش حياة البؤس التي يعيشها من حولك رغم انك تمتلك تلالا من المال . ، فالاجدر والانسب ان توزع جزئا مما " نهبته " على من هم حولك ليقوموا بتصريف اعمالهم وسداد ديونهم والعمل على خدمتك ، فهذا التوزيع وان كان ظاهريا اهدار لمالك لكنه عمليا سيسخر لخدمتك على المدى البعيد !!!

ومن هنا اقترح ان يطلق الاردن مشروعا مماثلا ولا ضير من ان يطلق عليه  اسم مشروع ابو حسين للاعمار " طالما ان كل شيء في البلاد تقريبا باسمه" ، بحيث يتم توزيع المساعدات الخارجية للاردن على افراد الشعب الاردني " كاش "  وبالتساوي ،
ورغم انني لست فهد الفانك ولا جواد العناني  الا انني استطيع - اذا ما رأى هذا المشروع النور- ان اضمن للاردن ازدهارا اقتصاديا وحركة بيع وشراء منقطعة النظير قد تدوم عاما كاملا ، وطبعا اضمن ان تستمر  اثار هذه الطفرة لاعوام كثيرة !!!

قد يقول قائل كيف :
- اقول ان المنحة القطرية وقدرها مليار وربع المليار  اذا ما تم توزيعها على سكان الاردن فان نصيب الفرد سيكون 210 دولارات تقريبا اي ان العائلة المتوسطة " ستقبض "  ما يقارب الالف دينار !!
- تخيلوا بالله عليكم كل عائلة اردنية اجاها الف دينار " من غامض علمه " كيف سيمر شهر رمضان والعيد على سكان الوطن ؟؟؟
- ستزول كشرة الاردني ،  وسيخف تفشش الزوج بزوجته، وضرب الزوجة لاطفالها  ،  وستعيش عائلات الاردن ببحبوحة لاجل محدود وكانهم في  اجازاتهم السنوية لكن داخل البلد .
- سيزداد الانفاق على اللوازم والكماليات مما سيؤدي الى انتعاش اقتصادي لا سابق له في الاردن منذ اعوام طويلة .
- زيادة المبيعات ستؤدي لزيادة دخل الدولة من الضرائب على المبيعات ، وربما تسترد الحكومة ربع هالمبلغ الموزع ومن الشهر الاول .
- قد يزداد ولاء رجل الشارع لاسياده من الهاشميين ، لانه سيمني النفس مستقبلا " بشحدة " جديدة تعود عليه بمردود جديد في العام المقبل ، وهيك يبقى الاردني يحلم ويمني النفس بالدفعة الجديدة   وبذلك تأمن الحكومة شره .

 والله يا سيد البلاد هذا  هو الحل الامثل والانجع ، اما ان نأخذها باليمين ونودعها في حسابات سرية باليسار ، واكيد أن محافظ البنك المركزي قد تعلم مما حدث مع سابقة فهو لن يسأل عنها  دخلت الخزينة ولا عمرها ما دخلت ، وعليه :

ستبقى الاسعار في ارتفاع مضطرد والبنزين تسألش والكهربا على الله ،،،،،، وستبقون تضغطون على الهر الاردني وتحشرونه في الزاوية ، والنهاية معروفة ، اكيد سيقوم هذا الهر بخرمشتكم دفاعا عن النفس !!!

اما انتم يا سيد البلاد فلن تستفيدوا منها  ابدا فما هي الا ارقام في حسابات سرية تزيد عاما بعد عام .

لو كنت مكانك لنفذت مشروع مارشال على الفور ووهبت جزئا من المال المكدس لشراء العرش من الضياع ، ولزدت شعبيتي بين من تضعضعت ثقتهم بي ، وكثير ما هم .

اعقل واعقل وتوكل !!!

احداث مؤتة !!!

لن اتطرق الى التحاليل التي تطرق لها الكثيرون عن اسباب العنف الجامعي من عشائرية وبنات وموبايلات ولن استعرض الموضات  من الجل والخصر الساحل و"القفا المبين" ، فكل هذه امور نراها بأعيننا يوميا وفي كل الجامعات، 

يا سادة ، ان كان عميد الجامعة يعين بتوصية من وزير او بواسطة من بضعة نواب لانه فلان او ابن فلان ، فهل تعتقدون ان شخصا كمخلد الحروب
 " رئيس اتحاد طلبة جامعة مؤتة " قد تم انتخابه فعليا من قبل الطلاب ؟؟؟ انا شخصيا استبعد ذلك .
السيد الحروب صور بالامس على قناة جوسات الموضوع بانه تافه وان الخلاف حدث بين شابين على جهاز موبايل ، وطبعا وبما انه رئيس لاتحاد الطلبة ، فهو يعتقد - مخطئا - ان من واجبة الدفاع عن جميع الطلاب ، الضارب والمضروب والمعتدي والمعتدى عليه ، وفي الوقت نفسه فهو يحمل رئاسة الجامعة المسؤولية الكاملة عما جرى بالامس ، ويعزو اسباب هذه العنف لقلة البرامج الترفيهية في الجامعة ، وكأنه يريد ان يفتتح حضانة في قلب الجامعة تحتوي على " مراجيح وسيسو وزحاليق " ليقوم الطلاب بالترفيه عن انفسهم وتغيير الحفاظات لهم اذا تطلب الامر ذلك !!!!.

ان كنت يا سيد تعلم باصل المشكلة كما تفضلت  ، فما الدور الذي قمت به لتلافي الصدام بين الشابين واحتواء المسألة بصفتك منتخب من قبلهم ومقبول لديهم ؟؟؟؟
هل جلست مع ادارة الجامعة لوضعها في صورة ما حدت ؟؟؟ وهل حذرتها من مغبة تطور الاوضاع في الايام التالية ليوم غزوة الموبايل ؟؟؟؟

بعدين يا سيدي - وانا هنا لا ادافع عن العميد - لانه اصلا لم "يتعمد" هذا المنصب لكفاءته الاكاديمية اوالقيادية ، بل جاء كما يجيء الوزراء وروساء البلديات ومدراء القطاع العام باوامر من فوق ، اقول كم مرة قام العميد بصل طلاب في مختلف الجامعات على خلفية عنف حدث في هذه الجامعة او تلك ، فما الذي حدث ؟؟؟
تشتغل الواسطات وتأتي العبي من كل حدب وصوب وتنتهي المشكلة - ظاهريا - بفنجان قهوة ، لكن الاحتقان يبقى بين طرفي النزاع ليتفجر في مناسبة لاحقة اخرى .

يبدو ان الحروب مقرب من عشيرتي " المتصارعين " رغبا او رهبا ولا يريد ان  يغلب احداها على الاخرى ليبقة متربعا على سدة اتحاد الطلبة ، وهذه اولى خطوات الفساد ، فيبدو ان الكرسي له نكهة خاصة لا يحس بها الا من تلطخ " قفاه " بالجلوس عليه .

مشكلة العنف الجامعي يسأل عنها سيد البلاد فقط ، وقد يقول قائل " حتى هاي المشكلة بدكوا تحطوها بظهر الملك " ؟ اقول نعم بدنا نحطها بظهره ،
اليس هو ولي الامر والواحد الاحد الذي يعين ويشيل ويحط لوحده؟
اليس هو او احدى اذرعه هي من اتت بالعميد والكادر التدريسي لهذه الجامعة ؟
اليس هو او احد رجالاته من اتى بك رئيسا لاتحاد الطلبة ؟؟؟؟
اليست مكارمه هي ما اوصلتنا الى ما نحن فيه ؟؟؟

اليس الاجدر بالمكرمة - مع انها حق مكتسب لكل مواطن اردني - ان تكون لطالب متفوق في المدرسة لا يستطيع دخول الجامعة لضيق ذات اليد ،  اليس الاجدر بالمكرمة ان تكون لطالب جامعي متفوق في دراسته  تعفي اهله  غلبة الدين وقهر الرجال لدفع الاقساط؟؟؟

قولوا لي بربكم هل استفاد  محتاج  يوما من اي من مكارم ابو حسين ؟؟؟؟ كلها تذهب للسرسرية وابناء السرسية ليزداد الغني غنا والفقير فقرا ،
ففي ظل محدودية المقاعد في الجامعات الحكومية ، ترى كم مقعدا يسرق سنويا من مستحقيه من اصحاب المعدلات العالية ، ليعطى لاحد الفاشلين الذين سيصبحون مستقبلا من قياداتنا الرشيدة ؟؟؟؟

وبالتالي : على ارض الواقع ماذا نجد ؟؟؟ ابن الوزير السارق المارق الناهب للوطن  يدخل كلية الطب بمعدلة ال 50 جنبا الة جنب مع الطالب ذي المعدل 99 ، لا بل ان ابو ال 99 يدفع دم قلبه ليتخرج وابن المسؤول يدرس بالمجان ،،،،، 
وعند التخرج ابن ال........ بيشتغل ،  والمعثر بيقعد عطال بطال في وجه من طفح الدماء لتعليمه .

والنتيجة معروفة سلفا ، ابن مسؤول او عشيرة   فاشل ، اخر همه الدراسة ، سيفتعل المشاكل وسيخوض الحروب داخل حرم الجامعة لاتفه الاسباب لعلمه مسبقا ان له اليد العليا وان ذويه سيخرجونه " كالشعرة من العجينة " في اخر المطاف ولو ادى ذلك لاستقالة العميد والطاقم التدريسي بكامله .
اليس نظامنا من يكرس العشائرية والقبلية يوميا في البيت والمدرسة والجامعة والعمل  وحتى في نظام الصوت الواحد الانتخابي ؟؟؟

سؤال محيرني ، ترى لو قام طلاب اسلاميون بمظاهرة او حتى اعتصام في حرم احدى الجامعات للمطالبة بمحاربة الفساد  هل  كنتم ستفضون الاعتصام  بالامن الناعم الذي تتحدثون عنه ؟؟؟ 



فعن اي ولاء وانتماء تتحدثون ،
والله يا سيد البلاد " هذا ما كنزتم لانفسكم ، فذوقوا ما كنتم تكنزون ".


والله يسترنا من الجايات 

يا عيب الشوم !!!

ترا اللي بفوت بنرجعه !!!

قال تعالى :" وان احد من المشركين استجارك فأجره "  صدق الله العظيم .

انه أمر من الله عز وجل لرسوله  باجارة المشرك الذي يخاف على حياته ، فكيف لو كان هذا المستجير مسلما فارا من الموت لهدف جليل وهو امتناعه عن قتل اشقائه وابناء جلدته من نظام بشار الاسد المتهالك ؟؟

لا مانع من ان تغلق القوات الاردنية حدودها مع الجارة سوريا للحد من توافد اللاجئين اليها - مع انني ضد هذا التوجه - لكنه في النهاية يعتبر امرا سياديا لا يلوم الاردن على اتخاذه احد .

لكن اما وان الفارين من الموت قد عبروا الحدود الاردنية - بغض النظر عن الطريقة - فمن العار على قوات الامن الاردنية الاحتيال على الفارين واستدراجهم للحدود السورية مرة اخرى ، بحجة مساعدتهم في ادخال المزيد من الفارين الى الاراضي الاردنية ، وبعد ذلك تلقي بهم قواتنا في احضان الاسد ليسومهم سوء العذاب وينكل بهم قبل ان يقوم بقتلهم والتمثيل بجثثهم .

على اساس نحن هاشميون ومن سلالة الرسول وقواتنا من "النشامى " الخالصين ، فكيف نقبل على انفسنا مثل هذا العمل الذي اقل ما يمكن القول عنه انه فعل جبان لا يتفق ومروءة الاردنيين واكرامهم لضيفهم واغاثتهم للهفان !!!

ثم انه لو كان الفارون من المدنيين لقلنا لا ضير فالاردن بامكاناته المحدودة لا يستطيع اطعام هذه الافواه الغفيرة الجائعة المتسللة عبر الحدود ،،،، لكن هؤلاء يا سيد البلاد هم جنود فارون من الموت ضاقت بهم السبل ، ولعلهم كانوا بالعشرات قتل منهم من قتل على الطريق ووصلنا منهم  العشرون الذين  تحايلتم عليهم واعدتموهم مرة اخرى ليلاقوا مصيرهم المحتوم !!!

واقسم بالله العظيم انكم لو قمتم باعدامهم لحظة تسليمهم انفسهم اليكم لكان خيرا لكم و لهم ، فعلى الاقل ستنتهي حياتهم في لمح البصر ،
فالجميع يعلم انه لن يتم اعدامهم على يد عصابات الاسد الا بعد تعذيبهم وسحلهم وربما تقطيع اوصالهم وهم احياء .

في القديم كان العربي الاصيل يموت دون ضيفه ويفتديه بروحه ودمه ، وحتى ايامنا هذه فكل من " يدوس بساط شيخ من شيوخ البدو " يعتبر امنا على ماله وعرضة ، فكيف به اذا دخل ارض  شيخنا " ابو حسين " ؟؟؟؟ اكيد سيعاد بكل اسف للمكان الذي قدم منه .

هل نحن هاشميون فقط في النسب عندما يتعلق الامر بالحكم وبطاعة ولي الامر وبشرعية الحكم ؟؟؟ اما في باقي امور الحياة فنحن اقرب ما نكون لابناء العم ؟ بل اننا نفوقنا عليهم في مجالات كثيرة لا مجال لحصرها ،غير ان اغنياء الدولة الهاشمية اكثر من اغنياء ابناء العم ، وحراميتنا وفاسدونا وسرسريتنا لهم قصب السبق على نظرائهم من جيراننا .

لو كان للاردن - الدولة - موقفا معروفا  في الازمة السورية لقلنا هذا مبدا راسخ لا يمكن التنازل عنه ، لكن نظامنا يقدم رجلا ويؤخر اخرى فيما يتعلق بالازمة السورية لا بل في جميع امور حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،

ويحضرني قول ينطبق علينا  - وهو بالمناسبة ليس من اقوال امي -  
فنظامنا كما يقال " زي اللي خاطرها فل.............. وخايفة من ال ..............

يا عيب العيب
وسجل يا تاريخ