لا شك ان النظام اليمني هو النظام الاكثر تخبطا بين الانظمة العربية الساقطه او الايلة للسقوط ، فالقذافي والاسد قد حسما امرهما منذ البداية وسلكا طريق اللا عودة ، اما صالح او ما تبقى منه فقد حاول جاهدا ومنذ البداية – مستغلا تواجد السلاح بكثرة – في ايدي اليمنيين ، حاول استدراج البلاد لحرب اهلية ، سواء عن طريق المجازر التي قام بها او عن طريق قصف ال الاحمر !!
ولما لم تفلح تلك الجهود بفضل الوعي التام من قبل شباب الثورة ومحافظتهم على سلميتها رغم سقوط الضحايا ، فقد عمد صالح للهدنه والقبول بالمبادرة الخليجية ، والتي تؤكد على تخبطه ، فقد رفضها وقبلها خمس مرات ، وقد اثبت بذلك انه على رأي المصريين "عيِل " ولا يعول عليه .
ثم جائت عملية قصف القصر الجمهوري والتي كان الهدف منها خروج مشرف له – بقصد العلاج – للعربية السعودية ، لكن يبدو ان كمية البارود في القذيفة كانت اكبر من اللازم فثارت في وجهه – غير ماسوفا علية – وشوهته .
لقد حذر صالح من القاعدة منذ الايام الاولى للثورة ، لكن احدا لم يلق بالا لحذه التحذيرات ، فقد باتت التنظيمات الاسلامية والقاعدة بمثابة " الشماعة " التي تعلق عليها انظمتنا العربية كل اخطائها وكره شعوبها لها ، مستجدية بذلك الدعم الغربي لانظمتها المهترئة !!
اليمن الان في حالة ترقب وانتظار ، فشباب الثورة ينتظرون خطوة فاعلة يقوم بها نائب الرئيس لانهاء نظام صالح وتشكيل مجلس انتقالي يقود البلاد لبر الامان ، بينما تنتظر فلول النظام عودة صالح الميمونة الى اليمن من جديد وذلك طبعا بعد ان يشفى ويخضع لعشرات عمليات التجميل لاعادة الهيبة لوجهه القبيح والذي ازداد قبحا على قبحة ، ومن يدري فقد يرجع لليمن شابا وسيما ذا شعر مسدول على اكتافه ووجنتين ممتلئتين وشفايف يخزي العين يعني " مايكل جاكسون اليمن " !!
ورغم حالة الترقب تلك فلا زال النظام يعزف على وتر القاعدة في ابين ، والولاية الاسلامية التي اقامتها في " زنجبار "
فان كان هناك قاعدة بالفعل في تلك المناطق فالنظام اليمني هو المسؤول عن ذلك فقد ترك لهم " الجمل بما حمل " وتوجه نحو اهل تعز العزل يقصفهم بالمدافع ويقطع عنهم الماء والكهرباء والغاز ، فمن مصلحة النظام توسع نفوذ القاعدة في الجنوب بل لعله امدهم بالسلاح والعتاد ايضا ، ليظهر للعالم كم كان دور صالح فاعلا في حماية المنطقة والغرب من اخطار هذا التنظيم !
لكن ما يصوره الاعلام الرسمي اليمني مبالغ فيه بل يرقى لدرجة الخيال ، اذ كيف يقوم عناصر القاعدة بقتل مئة جندي يمني؟ ، واسر خمسين قتلوا منهم بالامس عشرين ، وها هم يعزلون لواءا كاملا من مئات الجنود !! فهل يعقل ان عددهم يفوق اعداد الجيش اليمني ؟؟؟ وهل يعقل ان تكون امكاناتهم العسكرية اكبر من امكانات نظام صالح ؟؟؟ فالنظام اليمني هو من يمتلك الدبابات والطائرات والصواريخ ، ويستطيع – لو اراد – سحق هذا التنظيم كما سحق الحوثيين من قبلهم .
يا صالح لن ينفعك الغرب ولن يدعموك حتى لو تواجد على ارض اليمن " قواعد " وليس قاعدة واحدة ، فلماذا لا تأمر " زلمك " باخلاء الساحة لجيل الشباب ، حتى يتذكر الشعب اليمني حسنة واحدة لك بين القناطير المقنطرة من سيئاتك .