هنا اجمعت امهات الاردن تحديدا - وامي احداهن - على اختراع اسم جديد لعله يؤثر فينا اكثر من الغولة التي عفا عليها الزمن .
فقمن باختراع " الكف الاسود " ، والفرق بين الغولة والكف الاسود هو ان الغولة كائن اشبه بالحيوان يقوم بأكل الاطفال الذين يخالفون تعاليم الاباء ، اما الكف الاسود فهو شيء مبهم مجهول لا يعرف الاهل عنه شيئا سوى انه يخرج ليلا ليخطف الاطفال الذين لم يعودوا لبيوتهم بعد .
واعترف باننا كنا نخاف من الكف الاسود اكثر من الغولة بسبب جهلنا لهويتة فلم يسبق لاحد ان رآه او وصفه ، والمجهول دائما ما يخيف الناس كبارا كانوا ام صغارا .
انتهج نظامنا الاردني منذ نشأته نهج امهاتنا في الترهيب من رجال الامن والدرك " الغولة " حتى بتنا مدجنين اكثر من اللازم ، فلم يكن احد منا يتجرأ على مواجهة الغولة او الاقتراب منها ، لانه يدرك انها ستحبسه الى ان تقوم الساعة ، فالداخل مفقود والخارج من مغارتها مولود !
ومع مرور الوقت اعتدنا على رؤية الغولة في كل مكان حولنا ، ولكننا في الوقت نفسه عرفنا طرق تجنبها وتلافي غضبها ، وشوي شوي لم نعد نقوى على لؤمها وجبروتها فقررنا ان نتحداها ونجحنا الى حد كبير في ذلك ، وقد ادرك نظامنا ان ايام الغولة قد ولت فكان لا بد له من اختراع شيء جديد مجهول الهوية يرهبنا به دون ان نراه " زي الكف الاسود يعني " ،
فخرج علينا مؤخرا ببلطجية النظام ، الذين يضربون ويشتمون ويكسرون ويفعلون ما يحلو لهم دون ان يراهم احد .
الغولة والكف الاسود كانتا شخصيتين وهميتين في تراث امهاتنا لكنهما للاسف حقيقة مريرة في تراث نظامنا ، والفرق الوحيد بينهما ان الكف الاسود " زمان " لم يره لا طفل ولا اهل ، اما الكف الاسود الحالي قيراه كل اطفال الاردن لكن النظام الاردني هو الوحيد الذي لا يراه ولا يقتنع بوجودة َ!!
لكني ابشركم بأن لجان التحقيق لا زالت تتشكل لمعرفة ماهية هذا الكف الاسود ،
بس ايمتا ؟؟؟؟ نظامنا اعلم !!!!
